كشفت أمينة بنخضراء رئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، أنه بعد 18 سنة من تنفيذ مدونة الأسرة، يمكن الإقرار بأن المغرب وضع أسس المجتمع الديمقراطي الملتزم بالتضامن والمساواة، لكن رغم ذلك فهذا النجاح توازيه عدد كبير من الثغرات.
وشددت بنخضراء في مداخلة لها بالملتقى الجهوي الرابع للمرأة التجمعية بجهة الرباط سلا القنيطرة، الذي نظم أمس السبت بالرباط تحت شعار “التحيين مدونة الأسرة ركيزة أساسية لتعزيز ركائز الدولة الاجتماعية”، على ضرورة تغيير مجموعة من الأحكام والسلوكات في التطبيق السليم، مستدلة بما تطرق إليه الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش المجيد، حين قال إن “عدم التطبيق الصحيح لمدونة الأسرة لأسباب سوسيولوجية متعددة لا سيما أن فئة من الموظفين ورجال العدالة لازالوا يعتقدون أن هذه المدونة خاصة بالنساء في حين أن الأمر يتعلق بالاسرة بأكملها”.
وأبرزت بنخضراء، أن المغرب اكتسب منذ سنوات خبرة كبيرة في تعزيز حقوق المرأة بفضل سياسة الملك محمد السادس، الذي عمل منذ اعتلائه على العرش، من أجل تعزيز مكانتها في مختلف الميادين والقطاعات، وفتح آفاق مشاركتها في جميع الميادين، مشيدة بدعوة الملك إلى تفعيل المؤسسات الدستورية المتعلقة بحقوق المرأة، وتحيين الآليات والتشريعات الوطنية للنهوض بوضعها.
وأشارت بنخضراء إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار، بدوره، أعطى أهمية كبيرة للمرأة، وهذا ما بدا واضحا في السنين الأخيرة، حيث مكن من بروز فعاليات نسائية جد مهمة، على المستوى المحلي أوالوطني، واستقطاب النساء في مجالات مختلفة، قائلة في هذا الصدد: “لأول مرة ولاو عندنا سيدات عمدات، ومدن الرباط والدار البيضاء، ووزيرات في قطاعات هامة”، مضيفة بالقول: “نحن في الأحرار نؤمن بأهمية المرأة في المجتمع، والدور الذي يجب أن تقوم به، ونحرص على إدماجها الفعلي، ليس فقط في ولوج البرلمان والمجالس، لكن في كل مناحي الحياة، مع اتخاذها مختلف القرارات داخل الأسرة والدولة وجميع المجالات”.
وأكدت بنخضراء على إنجازات الحكومة، من أجل النهوض بوضعية المرأة، من خلال تنزيل عدة أوراش كبرى، أبرزها برنامج التنمية البشرية، وصندوق التنمية القروية، واعتماد الاستراتيجية الوطنية للجيل الأخضر، وبرنامجي “أوراش” و”فرصة”، بالإضافة إلى إصلاح منظومة العدالة، وإصلاح منظومة الصحة، وورش الحماية الاجتماعية باعتبار المرأة هي أكبر المستفيدين منه، مضيفة أن الحكومة فعلت خططا محددة لدعم نشاط المرأة الاقتصادي ومحاربة الهشاشة، والتزمت بدعم النساء في التكوين والشغل وفي تاسيس المشاريع، مشيرة إلى أن هذا، وفق بنخضراء، “يدل على أن عمل الحكومة المتواصل، وجهودها متظافرة في توفير الوعود وتحقيق الإصلاحات اللي جينا بيها في البرنامج الحكومي والانتخابي”.
وخلصت بنخضراء، إلى أن المرأة مطالبة اليوم بمزيد من العمل للنهوض بوضعيتها، والحكومة والمجتمع مطالبين أيضا بمزيد من الإنصاف والمساواة بين الجنسين وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات العمومية والبرامج التنموية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...