كشفت أمينة بنخضرة رئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، المجهودات التي تقوم بها الحكومة حيث تعمل على تنزيل برنامجها ولا سيما إطلاق المشاريع الكبرى لإصلاح التعليم والصحة ومشروع التغطية الصحية.
وأوضحت بنخضرة في كلمة لها خلال اللقاء الجهوي السادس لمنظمة المرأة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة تحت عنوان: “المرأة القروية والتنمية: واقع وأفاق”، الذي احتضنه أمس السبت مقر الغرفة الفلاحية لمدينة بني ملال، (أوضحت) أن الحكومة تمكنت من تعميم التغطية الصحية، وفقا للأجندة الملكية، حيث صار بإمكان 4 ملايين أسرة مغربية الاستفادة من مزايا التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، مع الاحتفاظ بمكتسبات راميد، مضيفة أنه أضحى بإمكان هذه الأسر، بعدما تكفلت الدولة بأداء اشتراكاتهم للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الاستمرار في الولوج إلى الخدمات التي يقدمها لهم المستشفى العمومي بتكفل مباشر من الدولة، كما بات بإمكانهم الحصول على التعويض عن نفقات الأدوية والعلاجات في حالة لجوئهم للقطاع الخاص، وفق النسب والمساطر المعمول بها، شأنهم شأن العاملين في القطاعين العام والخاص.
وأكدت بنخضرة، من جانب آخر، على أن حزب التجمع الوطني للأحرار منذ تأسيسه وضع قضايا المرأة في صلب اهتماماته وانشغالاته، مما مكن من بروز فعاليات نسائية على المستوى المحلي أو الوطني وكذلك استقطاب كفاءات نسائية أخرى، مبرزة أن المغرب قد اكتسب منذ سنوات خبرة مهمة في تعزيز حقوق المرأة، بفضل السياسة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، الذي عمل منذ اعتلائه العرش، من أجل تعزيز مكانة المرأة المغربية في مختلف الميادين والقطاعات وفتح آفاق مشاركة المرأة في مراكز القرار وفي المؤسسات المنتخبة.
وذكرت بنخضرة بالقرار الملكي الأخير، القاضي بالسماح للنساء بممارسة مهنة العدول، ودعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى إعادة النظر في قانون الأسرة، مشيرة إلى أن الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية اشتغلت إلى جانب فيدراليات أحزاب أخرى ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني خلال سنة 2020 و2021 من أجل المرافعة على تحقيق المناصفة للمرأة المغربية كافة والتنزيل الأمثل لفصول دستور المملكة منها 19 و30 و146 وبناء على تدعيم جلالة الملك للدفع بالنساء إلى المؤسسات المنتخبة.
وبخصوص المرأة القروية، فقد أبرزت بنخضرة أنها في وضع مأساوي أكثر من وضع المرأة في المدن، لأنه في العالم القروي لا يوجد برنامج لإدماجها في أنشطة أخرى غير الزراعة، وبهذا تظل الأنشطة المهنية غير مجزية، لذلك يجب التفكير في مؤهلاتهن حتى يتمكن من إيجاد طرق للحصول على الدخل وتحقيق دخل كاف، على الرغم من قساوة المناخ.
ودعت بنخضرة إلى ضرورة رفع مختلف التحديات التي تمس بالمرأة القروية، كالولوج للتعليم عبر تقليص الفجوة بن الجنسين في الولوج إلى التمدرس، وهشاشة البنيات التحتية، وتوسيع بنيات الاستقبال بالمؤسسات التربوية، وتوفر النقل المدرسي، خاصة بالمناطق الأكثر عزلة، تمكين الفتيات من استكمال دراساتهن وتوفير فرص التحاقهن بالتعليم الجامعي، وتقليص الفجوة الرقمية، وتمكين الفتيات القرويات من الولوج العادل والمنصف لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتواصل.
فيما يخص الولوج للخدمات الصحية، شددت بنخضرة على ضرورة تكثيف خدمات القرب الصحية بالمناطق القروية الأكثر عزلة، وتوفير بنيات صحية قارة بالعالم القروي،
وبخصوص الولوج لشغل لائق ومعترف بقيمته فيجب، وفق بنخضرة، تغيير الممارسات التمييزية تجاه النساء والفتيات، تثمين المنتوج المحلي والاعتراف بالمجهود النسائي القروي، تحصين الفتيات القرويات من استغلال المضاربين وأرباب العمل.
أما الولوج للعدالة، فأكدت أمنية بنخضرة على
تأهيل وتمكين العالم القروي من قضاء القرب، شرطة ومحاكم، وآليات وفضاءات لإيواء والتكفل بالنساء ضحايا العنف وفي وضعية صعبة مع ضمان تغطية مجالية للفضاءات المتعددة الوظائف، وتكثيف برامج التوعية والتأهيل للولوج إلى الحقوق والمعلومة القانونية والقضائية، فضلا عن توفير خدمات المواكبة ورفع الأمية القانونية بالوسط القروي.
وخلصت أمينة بنخضرة رئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية في كلمتها، إلى أن مسؤولية المرأة مهمة جداً في بناء أسرة سليمة تكون أساس متين لمجتمع مزدهر، وعلى هذا النحو، فإن وصول المرأة إلى المساواة الكاملة عامل لا مفر منه لتحقيق السلام والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.