أنهى مجمع الفقه الإسلامي الدولي، استعدادته لإطلاق أعمال الدورة الـ 25 لمجلس المجمع، المقرر عقدها يوم الإثنين 20 فبراير الجاري، بمحافظة جدة بالمملكة العربية السعودية.
ومن المقرر أن يشارك في هذا المجلس، 200 عالمٍ وخبير ومتخصصين في علوم الشريعة، والاقتصاد، والطبّ، والاجتماع، والتربية من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي؛ على مستوى 57 دولة؛ وذلك لمناقشة 160 بحثا علميًّا في الموضوعات المختلفة.
ومنذ تأسيسه قبل أربعة عقود؛ دأب المجمع على تنظيم دوراتٍ سنويَّة يحضرُها أعضاؤه وخبراؤه من علماء الأمّة الراسخين من جميع أنحاء العالم.
وقد نظَّم المجمع إلى حدود هذا العام، أربعًا وعشرين دورةً علميَّة شارك فيها كبار علماء وفقهاء العصر الذين قدَّموا حلولًا شرعيةً ناجعةً لكثير من مشكلات الحياة المعاصرة، وذلك من خلال “238” قرارًا شرعيًّا مستمَدًّا من القرآن الكريم، والسُّنة النبوية الشريفة، والتراث الإسلاميِّ الزاخر.
ويتكون أعضاء المجمع من الفقهاء والعلماء والمُفكّرين والخبراء في شتى مجالات المعرفة الفقهيَّة والثقافيَّة والتربويَّة والعلميَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والطبيعيّة والتطبيقيّة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ويتولّى في استقلالٍ تامٍّ -انطلاقًا من القرآن الكريم والسنّة النبويّة- بيان الأحكام الشرعيّة في القضايا التي تهمّ المسلمين في أنحاء المعمورة، كما يُعنى بدراسة مشكلات الحياة المعاصرة، والاجتهاد فيها اجتهادًا أصيلًا فاعلًا بهدف تقديم الحلول النابعة من التراث الإسلاميِّ والمنفتحة على تطور الفكر الإسلامي.
ويسعى المجمع من خلال رؤيته، إلى أن يُصبح المرجعيّةَ الفقهيّةَ العالميّةَ الأُولى التي تَلجأُ إليها دُولُ العالم الإسلاميِّ والمجتمعات المسلمة خارج العالم الإسلاميِّ من أجل بيانِ الأحكام الشرعيّةِ في القضايا التي تهمُّ المسلمين، وبهدف تقديم الحلول المناسبة لمشكلات الحياة المعاصرة، انطلاقًا من الكتاب الكريم، والسنَّة النبويَّة الشريفة، والتراث الإسلاميِّ الزاخر المنفتح على تطوُّر الفكر الإسلامي.
وفي هذا الصدد، يسعى المجمع من خلال رسالته، إلى عَرض الشريعة الإسلامية عرضًا صحيحًا معتدلًا، وإبرازُ مزاياها، وقُدْرتها التامّة على معالجة مشكلات الحياة، وعلى تحقيق السعادة والاستقرار والأمن والأمان للإنسان في الدنيا والآخرة، وذلك وفق تصوّر شامل ومتكامل للدين الإسلامي بأصوله، ومصادره، ومقاصده، وقواعده، وأحكامه.
كما يهدف المجمع لتحقيق التلاقي الفكريِّ والتكامل المعرفيِّ بين فقهاء المذاهب الإسلاميَّة المعتبرة والمتخصِّصين في مجالات المعرفة والعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، والعلوم الطبيعيَّة والتطبيقيَّة، بُغيةَ بيانِ الموقف الشرعيِّ من مشكلات الحياة المعاصرة، وتشجيعُ الاجتهاد الجماعيِّ في قضايا الحياة المعاصرة، ومشكلاتها، بِهَدفِ تقديم الحلول النابعة من الشريعة الإسلاميَّة، وبيان الاختيارات المقبولة من بين الآراء المتعدِّدة في المسألة الواحدة، مراعاةً لمصلحة المسلمين -أفرادًا وجماعاتٍ ودولًا- بما يتفق مع الأدلة، ويحقِّق المقاصد الشرعيَّة.
هذا، ويعمل المجمع على التنسيقُ بين جهات الفتوى والهيئات الفقهيَّة والمجالس الإسلاميَّة في العالم الإسلاميِّ وخارجه من أجل تجنُّب التَّناقض والتَّضادّ في الآراء إزاء المسألة الواحدة، وخاصَّة المسائل العامَّة التي تعمُّ بها البلوى، ونبذُ التعصب المذهبيِّ، والغُلوِّ في الدِّين، وتكفيرِّ المذاهب وأَتْباعِها بنشر روح الاعتدال، والوسطيَّة، والتسامح بين أتباع المذاهب والفرق الإسلاميَّة المختلفة، والردُّ على الفتاوى التي تُخالِف ثوابتَ الدين، وقواعدَ الاجتهاد المعتبرة، وما استقرَّ من مذاهب العلماء بغير دليل شرعيٍّ معتبر، إضافة لبيانُ الحكم الشرعيِّ في الموضوعات والمسائل التي تتصل بالواقع المعاصر بما ييسِّرُ الإفادةَ منه في تطوير التشريعات والقوانين والأنظمة لتكون مُتوافِقةً ومُنسجِمَةً مع أحكام الشريعة الإسلاميَّة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...