أعطت هيئة الحكم بغرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بالجرائم المالية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، زوال اليوم الخميس، الكلمة الأخيرة للمتهمين في ملف “عصابة سماسرة الرمال”، المتابع فيه قضاة وأمنيون ودرك ورجال سلطة وسماسرة وموظفون، قبل إدخال الملف المداولة والمنطق بالحكم في وقت لاحق من نفس اليوم. وركز كل المتهمين على براءتهم من التهم المنسوبة إليهم، منهم من اختار الدفاع عن براءته بالتسلسل المنطقي للأحداث وانتفاء الأدلة في مواجهته كالقاضي المتابع في حالة سراح، والمحامي المعتقل، واللذين عمدا إلى اعتماد مرافعة مقتضبة اعتمادا على أدلة واقعية ودينية، ومنهم من التجأ للبكاء والاستعطاف وطلب الصفح من المحكمة، وٱخرون حاولوا التأكيد على براءتهم باختصار. وكان المتهم الرئيسي الملقب ب”العمومي” المقعد وضعيف البصر، أحد أبرز الكلمات الأخيرة في الملف بعدما توجه للقاضي علي الطرشي وقال له بلكنته البدوية “الله يبشركم بالجنة وهادشي لي كاين، وإن الله غفور رحيم، وهادشي لي عطا الله..”، كما أدمعت عيون النساء المتابعات في الملف أمام القاضي، وظهر ارتباك في صفوف الحاضرين بالقاعة 8، حيث كانت تنهيدات وصرخات مكتومة تفاعلا مع الاستعطاف أثناء الكلمة الأخيرة. وأكد القاضي المتابع في حالة اعتقال على براءته، مشددا على أنه مريض ولم تصدر في حقه متابعات أو عقوبات طيلة مساره المهني. وقررت هيئة الحكم إدخال الملف للمداولة قصد النطق بالحكم، لإسدال الستار على أحد أكبر الملفات إثارة للجدل في المحاكم المغربية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...