أبرز وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم الاربعاء، في كلمة له بمناسبة اليوم الدراسي حول نظام التوجيه المنظم من طرف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، مدى أهمية التوجيه المدرسي كرافعة أساسية من رافعات المنظومة المتكاملة للنجاح المدرسي.
وأوضح الوزير في هذا الصدد، ان مختلف المرجعيات الرسمية خصت مجالَ التوجيه المدرسي والمهني بأهمية كبرى، حيث انتقل به الميثاقُ الوطني للتربية والتكوين من مقاربةٍ تقنيةٍ إداريةٍ، قائمةٍ أساسا على تدبير تدفقات التلاميذ، إلى مقاربة تربوية.
وتابع المسؤول الحكومي، ان النموذج التنموي الجديد أكد أهمية نظام التوجيه كرافعة أساسية من رافعات المنظومة المتكاملة للنجاح المدرسي، وذلك بالارتكاز على المشروع الشخصي للمتعلم كأساس لعملية التوجيه، وتمكينُ المتعلمين من الانفتاح على العالم المهني لمساعدتهم على اكتشاف المهن وسوق الشغل، بالإضافة إلى تعزيز العرض التربوي والتكويني بتوسيع قاعدة المسارات المهنية ذات الجودة والجاذبية.
ويضيف بن موسى حسب السياق ذاته، ان الموضوع شكل محط عنايةٍ ملكية سامية، حيث دعا جلالة الملك في خطاب الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب (20 غشت 2018) إلى اعتماد نظام ناجع للتوجيه المبكر لمساعدة التلاميذ على الاختيار، حسب مؤهلاتهم وميولاتهم، بين التوجه للشعب الجامعية أو للتكوين المهني، مع إعطاء الأسبقية للتخصصات التي توفر الشغل.
والتزاما منها بتفعيل توجيهات جلالته السامية، يقول وزير التربية، ان الوزارة انكبت على وضع تصور شامل لنظام التوجيه المدرسي والمهني والإرشاد الجامعي في ارتباطه بقطاعي التكوين المهني والتعليم العالي، بحيث يرتكز على محورية المشروع الشخصي للمتعلم، باعتباره آلية تجسد اختيارات المتعلم وفق قدراته وميولِه.
وأوضح بنموسى، ان هذا التصور يرتكز على ضرورة مواكبةِ المتعلم من طرف المتدخلين بالمؤسسات التربوية والتكوينية في سيرورة مشروعه الشخصي، منذ التعليم الابتدائي إلى الاندماج في الحياة العملية، و بالتدرج عبر أسلاك التربية والتكوين بالتعليم المدرسي والتكوين المهني والتعليم العالي، في إطار رؤية مندمجة، وعمل تشاركي وتكاملي بين مختلف الفاعلين من القطاعات الثلاثة، إلى جانب تعزيز انفتاح المؤسسات التعليمية على الأسر و إشراكها في الحياة المدرسية لأبنائها.
وشدد المتحدث، على ان الوزارة عملت على ضبط خدمة المواكبة التخصصية المسندة للمستشارين في التوجيه التربوي وفق معاييرَ وضوابطَ للجودة، بمكوناتها الثلاثة المتمثلة في الإعلام المدرسي والمهني، والاستشارة، والمواكبة النفسية الاجتماعية، إلى جانب إعدادِ عُدةٍ خاصةٍ بمواردَ منهجيةٍ وعمليةٍ تهدف إلى ضمان الاستجابة لطلبات المتعلمين وحاجاتهم وخصوصياتهم.
وسعيا إلى دعم إعمال هذه المقاربة التفريدية، يقول الوزير، على أنه قد تم الاشتغال على توفير الشروط الملائمة من خلال برمجة تعميم فضاءات التوجيه المدرسي والمهني على جميع المؤسسات الثانوية، والرفع من أعداد المستشارين في التوجيه التربوي في إطار مخطط تكويني لمضاعفة أعداد الممارسين حاليا بالمؤسسات الثانوية والبالغ عددهم اليوم 1127 مستشاراً.
كما عملت الوزارة كذلك، وبتنسيق منتظم مع قطاع التكوين المهني، على إرساء مسطرة جديدة للتوجيه المدرسي والمهني تدمج التكوين المهني كاختيار قائم الذات إلى جانب باقي الاختيارات الدراسية الأخرى، وتعتمد تدبيرا رقميا شاملا لكل العمليات المندرجة في إطارها عبر منظومة “مسار”.