أكد محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن العلاقات المغربية الإسبانية خلال فترة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز كانت جيدة ومفيدة للطرفين، وربما أحدثت خلخلة في البيئة الاستراتيجية للمنطقة بفضل القرار التاريخي لإسبانيا.
وقال بودن عند حلوله ضيفا على برنامج ” ملف خاص” بقناة ميدي 1 تيفي، أن العلاقات المغربية الإسبانية تتوفر على عناصر مؤسسية تتجاوز العوامل الحزبية والانتخابية، وهذا ما يجعلها علاقة ذات أبعاد استراتيجية هامة ترتكز على ثلاث نقاط رئيسية.
أولها، يستطرد المتحدث، العلاقات المؤسسية، بحيث تتميز العلاقة بين المغرب وإسبانيا بأنها علاقة ثنائية مستدامة ومؤسسية، تتجاوز الأوضاع الحزبية والانتخابية. وهذا يتيح للطرفين التعاون في مجموعة متنوعة من المجالات بشكل دائم ومستمر. لافتا إلى أن العلاقة المؤسسية تسهم في تعزيز الثقة بين البلدين وتقديم قاعدة متينة للتعاون المستقبلي.
ثانيا، يشير المتحدث، إلى أن هناك اعتراف بأهمية المغرب استراتيجيا، حيث تدرك إسبانيا أهمية المغرب كشريك استراتيجي في المنطقة الإفريقية وشمال إفريقيا. كما أنه يملك المغرب وزنًا جيوسياسيًا هاما، وهو شريك حيوي لإسبانيا في مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية. وكذا لاعتبار إسبانيا أن التعاون مع المغرب بات ضروريًا لمصالحها في المنطقة، بما في ذلك شراكتها مع الاتحاد الأوروبي.
والنقطة الثالثة، يردف بودن، هي الاستثمار في المشاريع المستقبلية، إذ تتشارك إسبانيا والمغرب رؤى مستقبلية بعيدة المدى تشمل مشاريع مهمة، مثل ملف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 ومشروع خط أنابيب نيجيريا للغاز الطبيعي. كما يرتبط البلدين بشكل وثيق في التعامل مع قضايا الهجرة والاستفادة من السوق المغربية للمقاولات الإسبانية.
وبناء على كل هذه العوامل، يؤكد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن العلاقات المغربية الإسبانية هي علاقات متينة و موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية ثابت، وليس مرتبطا بأحزاب سياسية، كما تشكل هذه العلاقة فرصا جديدة لتحقيق التعاون والتقدم في مختلف المجالات، وتعزز تطلع البلدين إلى مستقبل مشرق ومزدهر.
ويذكر أن في انتخابات الأحد الماضي النيابية المبكرة التي شهدتها إسبانيا، حقق الحزب الشعبي بقيادة ألبرتو نونييس فيخو فوزا مبهرا، حيث تصاعدت شعبيته بشكل لافت، وحصل على أكبر كتلة في البرلمان، وبالرغم من ذلك، فإن الحزب الشعبي لم ينل الأغلبية الكاملة التي تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...