في غير ما مرة يكتب بعض المعلقين في ما يشبه الدعوة إلى الصمت والسكوت جملة تقول ” لقد كنت في موقع المسؤولية فلماذا لم تنجز ما تدعو إليه الآن في آرائك وتدويناتك ؟ فأن تكون في موقع القرار فهذا يعني في عرف هؤلاء الفضلاء أنك ينبغي أن تحقق إنجازات في كل الأوراش المفتوحة في القطاع الذي تشرف عليه سواء تلك التي كانت قبل أن تتحمل المسؤولية أو أثناءها أوبعدها ، وإذا غادرت المسؤولية دون أن تنجز كل ما ينبغي إنجازه بعصاك السحرية وسلطتك المطلقة التي يتخيل بحسن نية أو بضدها أنه لا حدود لها ، فإنك تتحمل وزر ما لم ينجز الى قيام الساعة ، ولا يحق لك بعد مغادرة المسؤولية أن تنتقد ما حقه النقد أو توجه أو تعارض ما حقه المعارضة والتوجيه ، أو تؤيد وتسدد ما حقه السداد والتأييد، خاصة في القطاع الذي كنت تشرف عليه ، والحق ان الواجبات التي تلزم كل مسؤول سابق وفاء للقسم الذي أداه بين يدي جلالة الملك حين أناط به المسؤولية ووضع فيه الثقة لتدبير الشأن العام في قطاع من القطاعات ، تكون في القيام بالواجب جهد المستطاع عندما يكون في موقع القرار، ولا تنتهي هذه الواجبات بانتهاء المسؤولية، بل تتجدد وتستمر من خلال القيام بواجب النصح والتسديد والتوجيه بعد المرور بالتجربة واكتساب الخبرة التي تمكنه من الموازنة بين الممكن وما ينبغي أن يكون ، فيقترح بكل واقعية ما يخدم مصلحة الوطن ، ولا أعتقد ان الفاعلين الجدد سيكونون في غنى عن ذلك ، وقد وطنت نفسي للقيام بهذا الواجب والاستمرار على هذا الطريق ما تحققت الفائدة رغم انتقادات البعض وانزعاج البعض الآخر ، قاصدا بآرائي ومواقفي العدل والانصاف ما استطعت إلى ذلك سبيلا ملتزما بأسلوب متوازن في العرض والنقاش لا حرج فيه ولا تأثيم يتجه إلى المواقف ويبتعد عن الأشخاص ، مع إسناد كل ذلك بما توفر لدى من معطيات ووثائق ومعلومات أحسب أنها مفيدة ، خاصة في مجال إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي و التدافع في قضايا الهوية والانتماء ، معتزا بتفاعل وسائل الإعلام والمتتبعين عبر وسائط التواصل الاجتماعي مع ما أكتب وأدون بالعرض والتحليل وأحيانا بالنقد البناء الذي يعبر عن اختلاف في الرأي والتقدير الذي أقبله بصدر رحب لأنه يعطي هذه التدوينات والآراء حياة جديدة ونفسا جديدا ودائرة أخرى من الوعي بالموضوع وتوسيع النقاش فيه تعميما للفائدة ، وأعتقد أن التقاعس عن هذا الواجب الديني والوطني هو عين الخيانة للعهد والقسم ، وإن كانت المسؤولية تنتهي في مدة محددة، فإن خدمة الوطن من مواقع أخرى ليس لها حدود.
خالد الصمدي: كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي سابقا
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...