تشهد الأراضي الفلسطينية تطورات ميدانية متسارعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك غداة العملية المفاجئة التي نفذتها حركة حماس، أول أمس السبت، والتي أدت إلى سقوط عدد من القتلى الإسرائيليين وأسر العشرات.
وجاءت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس ضد إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، مفاجئة على مختلف الأصعدة.
هجوم المقاومة الفلسطينية المفاجئ رد عليه الجيش الإسرائيلي، بتنفيذ هجمات جوية على القطاع استهدفت بنايات سكنية ومواقع لحركة حماس وفصائل أخرى في مناطق متفرقة، وذلك في إطار عملية سماها “السيوف الحديدية”. وأودى هذا الرد الهجومي بحياة العشرات.
وفي غضون ذلك، أعربت المملكة المغربية عن قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة، كما أدانت استهداف المدنيين من أي جهة كانت.
وفي تعليقه على هذا التوتر الميداني ومدى انعكاسه على العلاقات المغربية – الإسرائيلية، قال حسن بلوان أستاذ باحث في العلاقات الدولية، إن الأحداث الجارية في قطاع غزة ستؤثر بشكل غير مباشر على الأجندات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
وأضاف بلوان في تصريح لموقع ” الأنباء تيفي” قائلا: “على الرغم من التقدم اللافت في العلاقات بين المغرب وإسرائيل في السنوات الأخيرة، فإن الأوضاع الراهنة في قطاع غزة تضع تحديات جديدة أمام هذه العلاقات”.
وأكد المتحدث أن هذه التحديات “لا تمثل تهديدا كبيرا للعلاقات المغربية الإسرائيلية”، مشيرا إلى أن دبلوماسية المغرب استطاعت بمهارة توجيه العلاقات بين البلدين بشكل يسمح بتحقيق التوازن بين تطوير العلاقات مع إسرائيل والالتزام بالقضية الفلسطينية.
وشدد بلوان على أن السياسة المتوازنة للمغرب ستجني ثمارها في جميع تحديات منطقة الشرق الأوسط باعتبار أنها تنبني على عقيدة وسطية ومتوازنة.
من جهته، يرى الخبير في العلاقات الدولية، لحسن أقرطيط، أنه من الطبيعي أن تؤثر الأحداث الجارية في قطاع غزة على العلاقات المغربية الإسرائيلية لأن المغرب في مصاف الدول العربية التي تدافع عن الحقوق والثوابت الفلسطينية المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية على حدود أراضي 67 والالتزام الدائم للمملكة عبر رئاسة لجنة القدس وعبر العضوية في الجامعة العربية.
وأكد اقرطيط في تصريح لموقع ” الأنباء تيفي “، أنه رغم التقارب الجيوسياسي بين المغرب وإسرائيل عقب استئناف العلاقات الدبلوماسية إلا أن غياب السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيؤثر على هذه العلاقة.
واعتبر اقرطيط أن الظرفية السياسية الراهنة قد تؤثر على أجندة العلاقات بين المغرب وإسرائيل على اعتبار أن العنف المتواصل في الأراضي الفلسطينية هو تحد للمغرب انطلاقا من رئاسته للجنة القدس ودوره داخل الجامعة العربية.
وتأتي هذه الأزمة في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل تطورا متسارعا، بعد الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل سنة 2020 وتوقيع اتفاقيات في مجموعة متنوعة من المجالات، بدءا من الدفاع والتجارة والسياحة والثقافة والاقتصاد والتعليم العالي، وصولا إلى قرار إسرائيل التاريخي بالاعتراف بمغربية الصحراء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...