قالت النائبة البرلمانية حنان أتركين، عضو لجنة الخارجية بمجلس النواب، على أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه الكل أن جلالة الملك سيركز في خطابه السامي عن الأحداث الطارئة التي تعيش على وقعها الصحراء المغربية جراء عدوان جبهة البوليساريو أو تسليط الضوء على القرار الأخير لمجلس الأمن؛ ارتأى جلالته أن يبتعد عن هذه الأحداث الطارئة وأن ينخرط فيما هو أكبر، وأن يضع الصحراء في قلب رهاناتها الحقيقية.
وفي هذا الصدد، أوضحت حنان أتركين عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، على أن الخطاب الملكي جعل من الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية منطلقا للتنمية الحقيقية، وذلك بعد أن عززت المملكة واجهتها الأطلسية باستكمال وحدتها الترابية، وعززت هذه الواجهة أيضا العمق الإفريقي للمغرب وتواصله مع ساحلها الغربي.
وشددت المتحدثة، على أن النزاع المفتعل حول الصحراء يدور في جزء كبير منه حول هذه الواجهة، وحول الأطماع المحيطة بها، مضيفة أن الخطاب الملكي اقترح بل وبادر لتقديم خيار آخر غير السلاح، وهو خيار الشراكة والتنمية.
الخطاب الملكي، حسب النائبة أعاد التذكير بمشروع خط أنبوب الغاز مع نيجريا، وباستعداد المغرب لوضع خبراته، كالعادة، أمام التجارب الإفريقية، وكذا بالمعادلة الصعبة في افريقيا: موارد طبيعية ومؤهلات بشرية، لكن في المقابل تعطل قطار التنمية، مشيرة إلى أن الخطاب الملكي، ومن هذا المنطلق سلط الضوء على مأساة الساحل والصحراء التي وقعت ضحية عدم الاستقرار، بوجود جماعات إرهابية مسلحة، تدين بولائها إلى جماعات تكفيرية في قارات أخرى…
هذا التذكير، حسب النائبة، هو خطوة وضع من خلالها جلالته تصوراته على الطاولة، منطلقة من الجغرافيا، وقَدَريتها وواقعيتها، ثم إلى التفكير حول مشاريع بإمكانها أن تجمع كل الدول بالمنطقة حول خيار التنمية.
فالأطلسي، حسب أتركين، يمكن أن يكون وحدة لأقطار عدة داخل القارة الموحدة، وبإمكانه أن يجمع تطلعات الدول التي تطل عليه حول مشاريع قوامها تنمية الإنسان الإفريقي، كما أن الأطلسي، تضيف النائبة، أنه من الممكن أن يكون بوابة لحل مشاكل الساحل والصحراء، بأن يجعل لها منفذا على البحر، ويفك عزلتها عن الفضاء الخارجي.
في هذا الخطاب، حسب حنان، تظهر “القيمة المضافة لعودة المغرب إلى بيته المؤسسي، إلى قارته التي جاهد السلف لكي تتحرر، لكي يستقل قرارها، لكي تتملك سيادتها الاقتصادية والثقافية والسياسية… وها هو الخلف يعود من بوابة مسيرات التنمية، لكي يعيد إحياء المشروع من جديد، بعد غياب قسري، غاب فيه صوت الحكمة والعقل، وخيار التنمية، واستبدل بهواجس التسلح واللااستقرار، وتغذية النزاعات الإقليمية، والاتجار فيها….”.
كما أشارت إلى أن جلالة الملك، ومن خلال خطاب أمس، يضع “افريقيا أمام تقرير مصيرها، إما التكاثف لإنجاح مشاريع تعيد للإنسان الإفريقي كرامته ورفعته، جاعلين من الجغرافيا عنصر ثقة وليس عنصر نزاع… وإما امتداد ما يعيشه الساحل والصحراء إلى مناطق أخرى، لا قدر الله… ومن جهة المملكة، فهي لا تنتظر أحدا، تقدم منظورها الإصلاحي، وتشرع في تنفيذ الشق المتعلق بها…الصحراء الأطلسية، ستكون قريبا جاهزة لهذا المنظور الاستراتيجي الكبير، فهل من مجيب؟؟؟ نتمنى ذلك…”.
