تسببت زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، إلى جنوب إفريقيا، في جدل واسع في الأوساط السياسية المغربية، باعتبار جنوب افريقيا بلد له أجندة عدائية اتجاه المغرب.
وعوض أن يكرس دي ميستورا جهوده بشكل أكبر لإقناع الجزائر باستئناف مفاوضات الموائد المستديرة، كما كان الحال في سنتي 2018 و2019، قرر المسؤول الأممي التوجه نحو جنوب إفريقيا، التي تلعب أوراق الجزائر العدائية نفسها في ملف الصحراء، بثوب الدفاع عن الشعوب المتحررة.
وانتقد المغرب بشدة هذه الخطوة، حيث أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن المغرب لن يسمح بأن تصبح صحراؤه أرضا للمناورة الدبلوماسية لجنوب إفريقيا.
وفي ذات السياق، قال محمد أوجار، وزير العدل الأسبق والذي يشغل حاليا عضوية المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، “لقد استغربنا خروج دي ميستورا عن قرارات وإطار مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء”، وزاد متسائلا: “ما الداعي لهذه الزيارة”.
وأردف المتحدث: “يجب أن نرفع الورقة الصفراء في وجه دي ميستورا”، مشدداً على أن عمل هذا المسؤول واضح يتمثل في تدبير المفاوضات، وأنه لا وجود لجنوب إفريقيا في هذا الملف.
واستطرد قائلا: “نتمنى أن يتم تدارك هذا الانزلاق الخطير وأن تصل الإشارة إلى من يعنيه الأمر”.
وحيال ذلك، قال محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، أن المغرب قد عبر عن تخوفه من هذه الزيارة نظرا لعدم اعتبار هذه الدولة من ضمن الدول المعنية مباشرة بهذا النزاع.
وأشار شقير في تصريح لموقع ” الانباء تيفي”: أن موقف هذه الدولة المناوئ للقضية الوطنية وكذا للتحالف السياسي بين كل من الجزائر وجنوب افريقيا، بالإضافة إلى الخوف من توظيف هذه القضية في التنافس السياسي والاقليمي القائم بين كل من المملكة المغربية وجنوب افريقيا.
وقال الباحث في العلوم السياسية: “أن هذا لا يمنع من ضرورة تفادي أي تشنج سياسي أو دبلوماسي ازاء مبادرة “دي ميستورا” واجتهاده في البحث عن صيغ لحلحلة الوضع الجامد بين أطراف النزاع، حيث يمكن أن تشكل جنوب افريقيا الحليف الاستراتيجي للجزائر الطرف الذي قد يسهل اقناع هذه الأخيرة بقبول أي مبادرة جديدة قد يقترحها المبعوث الاممي بشأن تدبير هذا النزاع”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...