ترى إيران أن الهجوم غير المسبوق الذي شنته ليل السبت الأحد على إسرائيل كان صفحة وطويت و”دفاعا مشروعا ” بعد قصف مبنى قنصليتها في دمشق، متوعدة برد “أقوى وأكثر حزما” في حال هاجمت الدولة العبرية الجمهورية الإسلامية.
وكتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر “إكس” ليل السبت الأحد “المسألة يمكن اعتبارها منتهية”.
وأضافت “لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أشد حدة بكثير”.
وأرفقت البعثة منشورها برسالة بعث بها مندوب إيران سعيد إيرواني الى مجلس الأمن، أكد فيها أن الجمهورية الإسلامية تصرفت بناء على “المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وردا على الاعتداءات العسكرية المتكررة للكيان الإسرائيلي، وخاصة الهجوم العسكري الذي وقع في الأول من أبريل”.
وأدى الهجوم الى تدمير مبنى القنصلية الملحق بمقر السفارة في دمشق، ومقتل سبعة أفراد من الحرس الثوري على رأسهم اللواء محمد رضا زاهدي، القيادي البارز في فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري.
وكرر مسؤولون إيرانيون الأحد، يتقدمهم الرئيس إبراهيم رئيسي، تحذير إسرائيل من الرد على الهجوم الذي انطلق من أراضي الجمهورية الإسلامية.
وقال رئيسي في بيان “إذا قام النظام الصهيوني أو داعموه بأي تصرف متهور، سيتلقون رد ا أقوى وأكثر حزما “.
وشدد سفير إيران على أن طهران “اذ تحذ ر من أي استفزاز عسكري آخر من قبل الكيان الإسرائيلي، فإنها تؤكد التزامها الذي لا يتزعزع بالدفاع والرد بقوة وفقا للقوانين الدولية ضد أي تهديد أو عدوان ضد شعبها وأمنها القومي ومصالحها الوطنية وسيادتها وسلامة أراضيها”.
وعكست تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأحد، هذا الموقف التحذيري.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء محمد باقري إن “عملية الوعد الصادق نف ذت بنجاح بين ليل أمس وصباح اليوم (الأحد)، وحققت كل أهدافها”.
وأشار الى أن الضربات استهدفت موقعين عسكريين هما “المركز الاستخباري الذي وف ر للصهاينة المعلومات المطلوبة” لقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، إضافة الى “قاعدة نفاطيم التي أقلعت منها طائرات إف-35” لشن الضربة في الأول من نيسان/أبريل. وأكد أن الموقعين أصيبا بأضرار بالغة.
من جهتها، أكدت اسرائيل “إحباط” الهجوم وأنها اعترضت مع حلفائها، غالبية المسي رات والصواريخ قبل بلوغها أراضيها. لكنها أقرت بسقوط بعضها وإلحاق أضرار “طفيفة” في القاعدة الجوية الواقعة في النقب.
ورأى إيرواني أن “لجوء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الإجراءات الدفاعية في ممارسة حق الدفاع عن النفس يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه إيران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين في وقت تشهد فيه الأعمال غير القانونية والإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان الفصل العنصري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته العسكرية المتكررة ضد الدول المجاورة وإشعال النيران في المنطقة وخارجها”، في إشارة الى الحرب المتواصلة منذ أكثر من ستة أشهر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وتقود إيران مجموعة من القوى والفصائل الإقليمية المناهضة لإسرائيل، ويشكل دعم القضية الفلسطينية جزءا أساسيا من خطابها الرسمي منذ انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979.
وخاضت إيران وعدوها الإقليمي اللدود إسرائيل حربا في الخفاء على مدى الأعوام الماضية. الا أنها المرة الأولى تستهدف فيها الجمهورية الإسلامية الدولة العبرية بشكل مباشر ومعلن.
وقبل ساعات من الهجوم، أعلنت القوة البحرية للحرس الثوري احتجاز سفينة شجن في مضيق هرمز “مرتبطة” بإسرائيل.
وأكد باقري أن طهران بعثت برسالة الى واشنطن حليفة إسرائيل عبر السفارة السويسرية في طهران “مفادها أنه إذا تعاونت أمريكا مع الان الصهيوني من خلال قواعدها العسكرية (في المنطقة)، فإن قواعدها لن تكون آمنة”.
ويرى خبراء أن إيران قادرة على زيادة حدة عملياتها العسكرية من خلال اللجوء الى الفصائل الحليفة لها في المنطقة.
وأوضح الباحث في المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية في الولايات المتحدة نيشانك متواني ان إيران “قادرة على تصعيد خطواتها اذا أرادت لأنها تتمتع بخيارات عدة، خصوصا حزب الله اللبناني، المناوشات البحرية أو ضرب أهداف إسرائيلية ضعيفة في الخارج”.
وفي حين أعادت إسرائيل ودول في المنطقة فتح مجالاتها الجوية الأحد، في ما قد يؤشر الى تراجع خطر التصعيد راهنا، أبقت إيران حركة الملاحة معل قة في مطار ي طهران حتى الساعة السادسة صباح الإثنين (02,30 ت غ).