يشهد المغرب حاليا مناورات جديدة ضمن ما يعرف بالأسد الإفريقي تشرف عليها القوات الأمريكية وتنظمها في أربع دول إفريقية هي المغرب وتونس والسنغال وغانا.
وتعد دورة هذا العام التي تديرها قوة مهام الجيش الأمريكي لجنوب أوروبا في إفريقيا، والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، خاصة للغاية، فهي تصادف الذكرى الـ20 من انطلاق هذه المناورات.
ويشارك في هذه المناورات الإفريقية في الدول الأربع 8100 عنصر من القوات المسلحة من 27 دولة ووحدات للناتو.
وفي إطار هذه المناورات، استقبل المفتش العام للقوات المسلحة الملكية محمد بريظ، مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي، سيليست والاندر.
وفي هذا الصدد، قال محمد شقير، الدكتور الباحث في العلوم السياسية، إن انطلاق هذه المناورات يتزامن مع زيارة وفد أمريكي رفيع للمغرب تترأسه مساعدة وزير الدفاع الأمريكي للتباحث بشأن عدة قضايا تهم التعاون العسكري بين البلدين، مما يعكس تزايد التنسيق بين الرباط وواشنطن، وتأكيد الولايات المتحدة على تقوية علاقات الشراكة العسكرية التي تشمل عدة مناحي تدريبية واستخباراتية؛ وكذا اقتناء العتاد العسكري المتطور.
وأشار شقير، في تصريح لموقع” للأنباء تي في″ الى أن الشراكة العسكرية بين البلدين، التي تمتد من 2020 إلى 2030، تشكل إطارا لتزويد المغرب بالتكنولوجيا العسكرية الأمريكية اللازمة لتطوير ترسانته العسكرية وتعزيز قدراته الدفاعية، خاصة وأن مناورات “الأسد الإفريقي” تعزز من خبرة الجيش المغربي وتقوي التنسيق مع الجيش الأمريكي، خاصة في مواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل.
وفي تحليله للسياق الدولي الذي جاءت فيه مناورات “الأسد الأفريقي” في نسختها العشرين، أضاف المتحدث، أن هذا التمرين الهام يأتي في سياق جيوستراتيجي خاص يتمثل في الفراغ العسكري والسياسي الذي خلّفه الخروج الفرنسي من دول الساحل، والذي استتبع إجلاء الولايات الأمريكية لقاعدتها العسكرية بالنيجر، مما سمح لروسيا بالتمدد بحُرية أكبر من خلال انتشار قوات ما أصبح يسمى بالفليق الروسي التي عوضت قوات “فاغنر”.
وأشار شقير، إلى أن ذلك “يعكس رغبة روسية في التواجد العسكري بالمنطقة كقاعدة خلفية لمواجهة التواجد الأمريكي والحلف الأطلسي، ونقل تداعيات الصراع الروسي الأوكراني إلى المنطقة، في الوقت الذي أدى هذا الوضع الجديد إلى تمدد أنشطة التنظيمات المسلحة المتطرفة في الشريط الصحراوي الممتد من مالي والنيجر وبوركينافاسو إلى نيجيريا مع بوكو حرام”.
ووفق المحلل السياسي، فقد انضاف إلى هذه التهديدات المتأتية من دول الساحل، الوضع الهش الذي تعرفه المنطقة الشرقية من شمال أفريقيا، والتي تشهد بدورها تمدد الفيلق الروسي بليبيا التي تعاني من انقسام سياسي حاد، وهشاشة الوضع التونسي، لافتاً أن ميليشيا “البوليساريو” عادت لحمل السلاح واللجوء إلى قصف بعض المناطق التي توجد وراء الجدار العازل.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...