ردت “تنسيقية منكوبي زلزال الحوز” على ما جاء في تصريحات وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، خلال جلسة الأسئلة الشفوية المنعقدة يوم الاثنين الماضي بمجلس النواب، حيث قالت على أن هذه التصريحات “لا تعكس حقيقة وضعهم المأساوي، وأن غالبية السكان لم يتلقوا التعويضات التي وعدت بها الحكومة”.
وحسب بيان توصل موقع الأنباء تيفي بنسخة منه، فقد عبرت التنسيقية عقب تصريحات المنصوري عن “عميق استيائها من استمرار معاناتهم بعد ثمانية أشهر من كارثة الفيضانات التي ضربت المنطقة”.
كما أكدت على أن جزءًا كبيرًا من السكان لم يتلقوا التعويضات التي وُعدوا بها، دون أن تتلقى الجهات المحلية أي رد قاطع من السلطات المحلية.
وأوضح منكوبو زلزال الحوز، “أنهم لا يزالون يعيشون في الخيام، تحت رحمة الطقس والأحوال الجوية القاسية، دون أي مأوى أو حلول دائمة. وعبروا عن قلقهم من ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل كبير، مما يهدد بجعلها بعيدة المنال بالنسبة لمعظمهم”.
وفي هذا الصدد، تساءلت التنسيقية “عن جدوى الضغط على البرلمان من أجل حد أدنى للأجور يبلغ 5000 درهم شهريًا، في حين أنهم يعانون من نقص في الموارد الأساسية للعيش الكريم”.
مشددة، على أن ضحايا الزلزال في الحوز “يعيشون من أرضهم، وأن مواشيهم جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية، ولا يمكنهم الاستغناء عنها”.
وفي هذا السياق، قالت التنسيقية: “أنت لا تعيشين في جبال الأطلس، رغم أنك تدعين أنك من المنطقة، هل تعرفين ما هو أكال، وماذا أهمية الأرض بالنسبة لنا؟، هل تعلمين أن هذا التعلق بالأرض هو الذي دفعنا للدفاع عن أرض هذا الوطن والتضحية بأرواحنا من اجل تحريره واستقلاله؟، بعد مرور ثمانية أشهر على الكارثة، ما زلنا نعيش في ظروف غير مستقرة، دون مصدر دخل أو تعويضات أو خطط مستقبلية لبناء منازلنا”.
كما أعربت التنسيقية، عن استياء المنكوبين من تجاهل السلطات المحلية لمعمارهم وتراثهم المحلي، مؤكدين على رفضهم للعيش في بيوت صغيرة بمساحة 50 مترًا مربعًا، والتي لا تتناسب مع احتياجاتهم كعائلات كبيرة، مضيفة أن “ترتيبات السكن الاقتصادي غير مناسبة أو قابلة للتكيف مع تمازيغت”.
وأمام هذا الوضع، ناشدت التنسيقية، الوزيرة المنصوري للالتزام بتوجيهات الملك محمد السادس فيما يتعلق باحترام الهندسة المعمارية المحلية، والاستماع إلى أصوات سكان الأطلس، الذين يشعرون بالإهمال وعدم التقدير.
كما دعت التنسيقية، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إلى الدخول في حوار عاجل مع ممثليهم، من أجل إيجاد حلول سريعة وفعالة لمعاناتهم، وإعادة إعمار منطقة الأطلس وتوفير حياة كريمة لسكانها.
وجدير بالذكر، فقد سبق أن قالت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري في البرلمان، إن “بقاء بعض من المتضررين من الزلزال داخل الخيام، مسألة اختيارية، خاصة وأن الدولة توفر لهم شهريا مبلغ 2500 درهم، وخيارات الكراء موجودة”، داعية الساكنة، إلى اكتراء منازل أو البقاء في خيام بمناطقهم، مشيرة إلى أنه لا يمكن التحكم في أحوال الطقس.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...