أعلنت ألمانيا والمغرب، عن تأسيس تحالف استراتيجي يهدف إلى تعزيز الطاقة المتجددة وتطوير إنتاج الهيدروجين النظيف، حيث في إطار هذا التعاون، ستدعم ألمانيا المغرب في توسيع قدراته على إنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يعكس التزام البلدين بالتحول نحو مصادر طاقة أكثر نظافة واستدامة.
وتسعى ألمانيا إلى تعزيز اعتمادها على الهيدروجين في مزيج الطاقة في المستقبل بهدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بالقطاعات الصناعية الملوثة التي لا يمكن تحويلها إلى العمل بالكهرباء مثل صناعة الصلب وإنتاج المواد الكيماوية.
وسيتعين على برلين استيراد ما يصل إلى 70 بالمئة من احتياجاتها من الهيدروجين في المستقبل، إذ يهدف أكبر اقتصاد في أوروبا إلى الوصول بمستوى الانبعاثات إلى الصفر بحلول 2045، لكنه يفتقر إلى المساحة والظروف اللازمة لإنتاج كميات كبيرة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وفي هذا الصدد، سلطت الوزيرة الألمانية للتنمية، سفينيا شولتسه، الضوء على الموقع المثالي للمغرب وظروفه الملائمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مشيرة إلى رغبة ألمانيا في استيراد هذا المورد الحيوي.
وأضافت شولتسه، أن اقتصاد الهيدروجين الأخضر الجديد يجب أن يكون عادلا ويختلف عن الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري.
وقالت الوزيرة “نريد أن نفعل ذلك على نحو عادل وعبر شراكة، ليتمكن المغرب أيضا من تعزيز تحوله في مجال الطاقة والحصول على نصيبه العادل في سلاسل القيمة المستقبلية”.
من جانبه، أكد شتيفان فينتسل، وكيل وزارة الاقتصاد وحماية المناخ الألمانية، على أهمية التعاون الجغرافي القريب بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى دور الشركات الألمانية في دعم الاقتصاد المغربي وتطوير تجارة الكهرباء والهيدروجين.
وفي ظل هذا التحالف، تتوقع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة زيادة الاستثمارات وتعزيز الشراكة الاقتصادية، مما يعود بالنفع على البلدين ويدعم جهودهما في مكافحة التغير المناخي وتحقيق أهداف الطاقة المستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب قد أنشأ أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بمدينة ورزازات بدعم من ألمانيا، وهو ما يعد مؤشرًا على الإمكانيات الكبيرة للبلاد في مجال الطاقة المتجددة.
كما تشارك ألمانيا في بناء أول محطة تجريبية للهيدروجين الأخضر في المغرب، والتي من المتوقع أن تنتج نحو عشرة آلاف طن من الهيدروجين سنويا، مما يسهم في إنتاج الصلب الأخضر.
ومع ذلك، لم تُعلن بعد عن تفاصيل الجدول الزمني لإنتاج وتصدير الهيدروجين، ولا الوسائل المقررة لنقله إلى ألمانيا، مما يثير الترقب لمزيد من التفاصيل حول هذا التعاون الواعد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232