أثار حادث رفض عميد كلية، تسليم شهادة التخرج لطالبة تحمل الكوفية الفلسطينية، ردود فعل غاضبة، عبر عنها وزراء سابقون، وأساتذة جامعيون، إضافة فعاليات من مختلف أطياف المجتمع المدني. وبين مصطفى الرميد الذي وصف العميد ب”الجبان”
وعلق وزير العدل السابق، مصطفى الرميد على الواقعة بتدوينة كتب فيها:” إذا صح أن عميداً بكلية مغربية رفض توشيح طالبة لأنها تحمل الكوفية الفلسطينية، فهو جبان لا يستحق العمادة، ومتجرد من الإنسانية لا يستحق الاحترام… أرجو ألا يكون الخبر صحيحاً”.
من جانبه وصف خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق ما وقع بـ”الحدث الخطير والغير مسبوق”، بل اعتبره محرج للمغرب بلدا ومؤسسات. وكتب الصمدي ” ما حدث يذكرني برفض الإدارة تسليم شهادة التخرج للمرحومة سمية بن خلدون من مدرسة للمهندسين بدعوى أنها تلبس الحجاب، وهو في نظر إدارة المؤسسة آنذاك شعار سياسي، حتى رفعت دعوى قضائية في الموضوع فحصلت على شهادتها بقوة القانون الذي رد الامور إلى نصابها في هذه المؤسسة وغيرها إلى اليوم. وليصبح هذا الحكم القضائي سندا لكل من يمكن أن تتعرض لهذا الحيف والظلم في أي مؤسسة من المؤسسات العامة أو الخاصة، جعل الله ذلك في ميزان حسناتها، ولتصبح المهندسة سمية فيما بعد وزيرة منتدبة مكلفة بالتعليم العالي بلباسها الذي اختارته يوم أن كانت طالبة وسبحان مبدل الأحوال.”
وزاد الصمدي قائلا: “وتحت نفس الشعار وبنفس العلة وفي ظل الإبادة التي تمارس على رؤوس الاشهاد اليوم في حق شعب أعزل محاصر، يرفض عميد كلية توشيح طالبة مغربية في حفل تخرج في مؤسسة جامعية مغربية وهي تتضامن بطريقتها الخاصة مع بلد بلاد كما فعل الطلبة في جامعات العالم بحمل الشال الابيض والاسود على كتفها، مقتنعة أن فعلها منسجم تماما مع سياسة بلدها الذي يرأس أمير المؤمنين فيه لجنة القدس، ويصدر بلاغات تضامنية عن وزارة الخارجية مع الشعب مع الشعب وصموده ويدين الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الكيان، بما فيها هدم جامعات مغربية في القطاع وقتل آلاف الاساتذة الباحثين بدم بارد.”
وتساءل كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، ” فهل يرفض العميد بسلوكه الغريب هذا سلوك الطالبة أم سياسة بلد برمته؟ وما هي الرسالة المعاكسة التي يريد أن يبعثها ولمن؟”
من جهته أصدر مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بيانًا عبّر فيه عن “استنكاره الشديد للسلوك الأرعن لعميد كلية العلوم ابن امسيك”، معلنا تضامنه اللامشروط مع الطالبة المتفوقة التي تعرضت للاستفزاز من قبل العميد.
وشدد البلاغ على أن حمل الكوفية الفلسطينية يُعتبر مفخرة للطالبة ولذويها تنضاف إلى تفوقها الدراسي، داعيا إلى “اتخاذ موقف حازم تجاه هذا السلوك الشاذ من قبل عميد كلية العلوم”.
وطالب طلاب المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، بفتح تحقيق في واقعة رفض عميد كلية العلوم بنمسيك، توشيح طالبة متفوقة في مؤسستهم، بسبب حملها للكوفية الفلسطينية.
وأصدر مكتب الطلاب في المدرسة العليا للتكنولوجيا بيانا استنكاريا، استنكرون فيه بشدة ما وقع عشية يوم السبت 13 يوليوز بمؤسستهم، وقالوا “شهدنا موقفًا مؤسفًا وغير مقبول من عميد كلية العلوم بنمسيك، الذي رفض تسليم الجائزة لطالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، معتبراً ذلك طرحًا لقضية سياسية”.
وأكد الطلاب أن هذا التصرف أثار استياء وغضب الحضور من أطر تعليمية، وأولياء أمور الطلبة، والطلبة أنفسهم، معتبرين أن فيه “إهانة للقيم الأكاديمية والإنسانية التي تقوم عليها مؤسساتنا التعليمية”.
ويقول الطلاب إن ارتداء الكوفية الفلسطينية “هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو حق يكفله الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”، مطالبين بضرورة احترام حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بشكل سلمي وحضاري.
وطالب الطلبة جميع المسؤولين في المؤسسات التعليمية بالالتزام بمبادئ النزاهة والعدل واحترام حقوق الطلبة، إلى جانب مطالبتهم بإجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل.
وعبر مكتب الطلبة، عن تضامنه مع الطالبة المتفوقة وحقها في التكريم والاعتراف بجهودها وإنجازاتها الأكاديمية، ملتزما بالدفاع عن حقوق الطلاب وحريتهم في التعبير والمشاركة الفعالة في قضاياهم الوطنية والإنسانية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...