شهدت مدينة الفنيدق، الأحد الماضي، أحداثا درامية عُرفت بـ”ليلة الهروب الكبير”، حيث استجاب عدد كبير من الشباب المغربي لدعوات مواقع التواصل الاجتماعي للهجرة الجماعية نحو مدينة سبتة المحتلة.
هذه الأحداث، أثارت تساؤلات عديدة حول مستقبل العلاقات الإسبانية المغربية، خاصة في ظل تكرار محاولات اقتحام القاصرين لمدينة سبتة المحتلة، مما أرهق السلطات الإسبانية.
وفي هذا السياق، أطلق خوان فيفاس، حاكم مدينة سبتة المحتلة، نداء استغاثة في 28 غشت الماضي، مشيرا إلى أن المدينة تواجه “وضعية بالغة الخطورة” فيما يتعلق باستقبال المهاجرين القاصرين غير المصحوبين بذويهم، حيث بلغ عددهم 503 أشخاص.
وأكد فيفاس أن نظام الاستقبال في المدينة “انهار” وأنها لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من القاصرين.
جهود مغربية وتقاعس جزائري
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور محمد شقير، الباحث في الشأن السياسي، إلى أن المواجهات بين الشباب وقوات الأمن أسفرت عن اعتقال أكثر من 1500 قاصر، مما دفع السلطات الإسبانية إلى الإشادة بالجهود المغربية لإفشال هذا الاقتحام.
وأوضح شقير في تصريح ” لموقع ” الأنباء تيفي” أن هذا التعاون سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين ويكرس دور المغرب كحارس قوي لحماية الحدود الجنوبية لأوروبا، في ظل تقاعس السلطات الجزائرية عن التعاون في هذا الشأن.
فيما يتعلق بمحاربة الهجرة السرية، يستطرد الباحث في الشأن السياسي: ” منذ تصريح سانشيز في فبراير 2024 بشأن نموذجية العلاقات الثنائية، واصل المسؤولون الإسبان التنويه والإشادة بالتعاون المغربي الإسباني، حيث أعلن المسؤول عن الاستخبارات الأمنية في إسبانيا عن أهمية مساهمة السلطات المغربية في محاربة الجريمة المنظمة وشبكات الهجرة السرية”.
وأردف المتحدث قائلا: “إن الإجراءات التي قامت بها الدوريات البحرية المغربية لإفشال عدة محاولات لاقتحام سبتة تعكس إلى حد كبير الجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية”.
موقف حكومة سبتة المحتلة
أعرب المتحدث باسم حكومة سبتة المحتلة، أليخاندرو راميريز، اليوم الثلاثاء عن ثقته في أن المغرب وإسبانيا سيحددان “الجناة” وراء الدعوات للدخول الجماعي لسبتة المحتلة، والتي انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال المسؤول الاسباني في مؤتمر صحفي عقب مجلس حكومته: “نعتقد أن هناك نوايا سيئة معينة وراء هذه المحاولات، ربما تم تنسيقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.
وأشار المتحدث، إلى أن الوضع الذي تمر به سبتة المحتلة هو محاولة لخلق مناخ من التوتر والمواجهة، والسعي إلى تعكير صفو النظام وتغييره وتوليد التوتر والاضطرابات.
وسلط راميريز الضوء على عمل السلطات المغربية والإسبانية خلال هذه الأيام، واصفا الرد بأنه قوي، من جانب المغربي والاسباني.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...