تواصلت المواجهات العسكرية العنيفة بين إسرائيل وإيران لليوم الرابع على التوالي، في تصعيد غير مسبوق ينذر بانزلاق المنطقة نحو حرب واسعة، وسط دعوات دولية لوقف فوري لإطلاق النار.
و شنت القوات الجوية الإسرائيلية، فجر الاثنين، سلسلة من الغارات على منشآت عسكرية ونووية في طهران وأصفهان ومشهد، قالت مصادر رسمية إسرائيلية إنها استهدفت قواعد صواريخ باليستية ومقرات قيادية تابعة للحرس الثوري، ووصفت الضربات بأنها “الأبعد مدى” في تاريخ إسرائيل، حيث تم استهداف طائرة تزويد بالوقود في مطار مشهد ومواقع أخرى عسكرية في عمق الأراضي الإيرانية.
واعترف الحرس الثوري الإيراني بمقـ ـتل رئيس جهاز الاستخبارات ونائبه، بالإضافة إلى ضابط برتبة لواء، نتيجة القصف الإسرائيلي على العاصمة طهران، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربات “غيرت الواقع الاستراتيجي في المنطقة”، فيما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس العملية بأنها “قضت على جزء كبير من التهديدات الوجودية”.
من جانبها، نفت طهران وقوع إصابات أو أضرار بمطار مشهد، لكنها لم تعلّق على باقي الأهداف.
ورداً على التصعيد الإسرائيلي، أطلقت إيران أكثر من 70 صاروخاً باليستياً باتجاه مناطق متعددة في إسرائيل، حيث دوّت صفارات الإنذار في معظم المدن الإسرائيلية من الشمال إلى الجنوب، بما فيها تل أبيب، حيفا، كريات جات، وبيت يام.
وأكدت هيئة الإسعاف الإسرائيلية سقوط 5 قتلى على الأقل، بينهم سيدتان ورجلان سبعينيون، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين، كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن صواريخ إيرانية أصابت مباني سكنية ومنشآت حيوية، أبرزها محطة كهرباء في حيفا.
و أظهرت الصور القادمة من تل أبيب وحيفا دماراً واسعاً وانهيار مبانٍ بسبب الضربات الصاروخية، ونشرت قيادة الجبهة الداخلية خريطة تحذيرية توضح المناطق الأكثر تعرضاً للقصف، وطالبت السكان بالاحتماء في الملاجئ وعدم الخروج منها دون تعليمات رسمية.
في المقابل، نفذت إسرائيل سلسلة جديدة من الغارات على مواقع داخل إيران، استهدفت وزارة الدفاع الإيرانية، ومنشآت تابعة لمنظمة الأبحاث والابتكارات الدفاعية، ومستودعات نفط ومنصات لإطلاق الصواريخ، كما أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية تنفيذ جهاز “الموساد” عملية نوعية داخل الأراضي الإيرانية.
وفي أول تعليق له، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال”، إلى “وقف الحرب والتوصل إلى اتفاق”، مشدداً على أن “القـ تال لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية”، فيما أفادت تقارير بتحرك حاملة طائرات أميركية باتجاه المنطقة، وسط تأكيد من البنتاغون أن واشنطن لن تتدخل عسكرياً ما لم تُستهدف مصالحها مباشرة.
و مع ارتفاع عدد القـ تلى إلى 19 شخصاً في إسرائيل ومئات المصابين، وتكبد إيران لخسائر كبيرة في قياداتها العسكرية والبنية التحتية، تتزايد التحذيرات الدولية من انفجار الوضع في الشرق الأوسط.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...