تفجّرت موجة من الغضب والتوتر في بلدة “توري باتشيكو” التابعة لإقليم مورسيا جنوب شرق إسبانيا، عقب انتشار مقطع فيديو يُظهر تعرض رجل مسن إسباني لاعتداء جسدي من طرف مجموعة من الشبان، يُشتبه في أن بعضهم من أصول مغربية.
الحادثة التي وقعت في أحد أزقة البلدة، وثّقها أحد المشاركين في الاعتداء، ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة استياء واسعة وسط المواطنين، وسرعان ما تحولت إلى حالة من الاحتقان والاحتجاجات، رافقتها دعوات صريحة لمهاجمة المهاجرين، خاصة من الجالية المغربية.
وفي ساعات قليلة، تحولت شوارع المدينة إلى مسرح لاشتباكات عنيفة بين شبان إسبان وآخرين من أصول مغربية، استدعت تدخلًا عاجلًا من قوات الشرطة لاحتواء الموقف وفرض النظام، وسط مخاوف من تصاعد وتيرة العنف.
ووصف عمدة البلدة، بيدرو أنخيل روكا، الوضع بـ”المقلق”، مشيرًا إلى أن السلطات المحلية طلبت تعزيزات أمنية من الشرطة والحرس المدني، نظرًا لتجاوز الأحداث للقدرات الأمنية المحلية.
وفي السياق ذاته، عرفت مدينة مورسيا مظاهرة حاشدة خرجت في البداية تضامنًا مع الضحية، قبل أن تنقلب إلى منصة لشعارات عنصرية تطالب بترحيل المغاربة، وهو ما استنكرته جهات حقوقية وسياسية اعتبرت ما يحدث “محاولة لتأجيج الفتنة واستغلال الحادث لأغراض عنصرية”.
ممثلون عن الجالية المغربية في “توري باتشيكو” أصدروا بلاغًا أعربوا فيه عن إدانتهم لما وصفوه بـ”العمل الفردي المعزول”، رافضين أن يتحول إلى مبرر للتحريض والكراهية ضد مكون أساسي من مكونات المدينة.
من جانبها، حذّرت حكومة حزب “بوديموس” من تنامي الخطاب العنصري، محمّلة أحزاب اليمين المتطرف، وعلى رأسها حزب “فوكس”، مسؤولية تغذية التوتر وإثارة مشاعر العداء ضد المهاجرين، مطالبة بضرورة احترام القانون وتفادي اللجوء إلى “الانتقام الجماعي”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232