اختُتمت، يوم الجمعة 12 دجنبر 2025 بمدينة مراكش، أشغال النسخة الثانية لمنتدى الأعمال لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وذلك على مدى يومي 11 و12 دجنبر الجاري.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى في إطار العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للتعاون جنوب–جنوب، ولاسيما مع الدول الإفريقية، باعتباره خيارا استراتيجيا في السياسة الخارجية للمملكة، تجسده الزيارات الملكية المتعددة للقارة والخطب الملكية السامية.
وشهد المنتدى مشاركة وازنة تجاوزت 1000 مشارك، من بينهم 30 في المائة يمثلون دولا إفريقية، إلى جانب 31 وفدا رسميا ضم 15 وزيرا إفريقيا مكلفا بالتجارة، وعددا من السفراء، ما يعكس مستوى الانخراط المؤسساتي العالي في هذا الحدث القاري.
وعلى المستوى الاقتصادي، عرف المنتدى تعبئة مهمة بمشاركة 10 فيدراليات مغربية تمثل مختلف جهات المملكة، و8 عارضين أفارقة، فضلا عن حضور 9 اتحادات إفريقية لأرباب العمل، حيث شكل فضاء لتبادل الرؤى حول الإمكانات التي تتيحها منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي تضم سوقا يفوق 1.3 مليار مستهلك.
وتناولت جلسات المنتدى سبل التفعيل العملي للمنطقة، واستعرضت تجارب ناجحة في مجالي التجارة والاستثمار، إلى جانب استشراف آفاق تطوير المبادلات التجارية وتعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي، من خلال شراكات استراتيجية ونقل التكنولوجيا وتشجيع الابتكار.
وموازاة مع أشغال المنتدى، نُظم معرض للمنتجات الوطنية والإفريقية، شاركت فيه مختلف جهات المملكة بعرض منتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والصناعة التقليدية، إضافة إلى معرض للصادرات المغربية وبعض الدول الإفريقية، بمشاركة فيدراليات إنتاجية مغربية وفاعلين اقتصاديين من دول إفريقية.
كما احتضن المنتدى ورشة تفاعلية لفائدة الشباب والنساء، بتأطير خبراء من كتابة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية والأمانة العامة لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، بهدف التعريف بالفرص التي توفرها الاتفاقية وتسهيل ولوج هذه الفئات إلى الأسواق الإفريقية.
وشكل حضور عدد كبير من رجال وسيدات الأعمال من المغرب وإفريقيا مناسبة لعقد لقاءات ثنائية B2B، همّت بحث سبل تعزيز التجارة البينية وإمكانيات إحداث استثمارات مشتركة تقوم على مبدأ رابح–رابح.
وفي ختام أشغاله، تُوج المنتدى بالتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم، تروم تعزيز البعد الترابي الإفريقي وتوظيف الرقمنة كرافعة لتنمية الصادرات البينية، كما شهد عقد خلوة لوزراء التجارة الأفارقة، أفضت إلى بلورة موقف موحد استعدادا للمؤتمر الوزاري المقبل لمنظمة التجارة العالمية المرتقب عقده في مارس 2026 بالكاميرون.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232