تابعونا على:
شريط الأخبار
السفير الصيني: شراكة متنامية بين المغرب والصين في مجالات استراتيجية سلطات العيون تحبط محاولة للهجرة السرية حارس سيمبا ضمن اهتمامات الرجاء أكادير.. التحايل على سائحتين ينتهي بإيقاف سائق طاكسي نجم غلاسكو يخضع للعلاج بمركز المعمورة قيادة البام: يجب أن نحارب “اللوبيات” وأصحاب المصالح معاناة المغاربة المعتقلين في الجزائر تثير القلق وحقوقيون يدقون ناقوس الخطر الوداد ينهزم وديا أمام بورتو البرتغالي مربو التعليم الأولي يحتجون في الرباط العلمي: قوة الأغلبية الحكومية تُربك صفوف المعارضة حسنية أكادير يحافظ على بقائه في القسم الأول بعد تغلبه على رجاء بني ملال الكوكب المراكشي يكشف مداخل الولوج لملعب الحارثي بعد عودته للمكتب السياسي للبام.. المهاجري يؤكد تمسكه بحرية التعبير العين الإماراتي يعلن تعاقده رسميا مع يحيى بنخالق أخنوش: بداية من 2029 سيتخرج من كلية الطب في كلميم 100 طبيب في السنة حجز 67 رأسا من الأغنام بالمدخل الشرقي لمراكش أخنوش: حكومة المعقول تستمع للمواطنين وتواصل إنجاز المشاريع نجم الوداد يهزم الرجاء بالنزاعات البام: القضية الفلسطينية لا يجب أن تكون موضوعاً للمتاجرة السياسية بنسعيد: “حكومة المونديال” مشروع تنموي يتجاوز الحسابات الانتخابية

مجتمع

كلمة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بمناسبة الجلسة الافتتاحية للندوة العلمية : "الخطأ القضائي في مجال الاعتقال الاحتياطي" بمراكش

12 ديسمبر 2019 - 13:06

يطيب لي في بداية هذه الكلمة الافتتاحية الترحيب بكم جميعا في هذا اللقاء العلمي الدراسي الذي تنظمه رئاسة النيابة العامة بشراكة مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية حول موضوع : “الخطأ القضائي في مجال الاعتقال الاحتياطي”.

وهي مناسبة سعيدة نجدد فيها اللقاء بقاضياتنا وقضاتنا، سواء المنتمين إلى هيئة الحكم أو هيئة النيابة العامة، ممن حَضَرُوا إلى هذا اللقاء، أو حَضَّرُوا لمناقشة موضوعه. واعتبرها فرصة حقيقية للمساهمة في تعميق التفكير حول موضوع من أعقد المواضيع المطروحة على القضاء في الوقت الراهن، بسبب ملامسته لمبدأين أساسيين من مبادئ حقوق الإنسان التي تحمي الحريات وقرينة البراءة من جهة، ولكنها في نفس الوقت تسمح باستباحة بعض مظاهرهما من أجل حماية الأمن والنظام العام وتوفير الشروط المناسبة لمكافحة الجريمة من جهة ثانية.


حضرات السيدات والسادة الأفاضل؛


يطرح تطبيق الاعتقال الاحتياطي العديد من التساؤلات. ويتطلب المحافظة على الموازنة بين متطلبات حماية حقوق وحريات الأفراد المشتبه فيهم والمتهمين من جهة، وضرورات مكافحة الجريمة وحماية النظام العام وضمان أمن وسلامة المجتمع من جهة أخرى.


فإذا كانت المواثيق الدولية لحقوق الإنسان تحمي حرية الأشخاص، فإنها في نفس الوقت أباحت للقانون الحد منها وتأطيرها، لأسباب تتعلق بالنظام العام. كما ورد في المادة 29 من الإعلام العالمي لحقوق الإنسان، التي نصت على خضوع “الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته للقيود التي يقررها القانون فقط، لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها، ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي”.


كما أن المادة 9 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، التي أقرت حق الفرد في الحرية والسلامة الشخصية، ومنعت اعتقاله تعسفياً، ربطت الحد من حريته بما يفرضه القانون من أحكام وإجراءات. وهو ما يعني جواز تقييد الحرية الفردية في الأحوال وبالشروط التي يحددها القانون.
وقد مضى الدستور المغربي على هَدْيِ المواثيق الدولية، وتبنى الفصل 23 منه المقتضيات الواردة في المادة 9 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وأسند للقانون تحديد أسباب وشروط إلقاء القبض والاعتقال والمتابعة الجنائية للأشخاص. واستفاض القانون في تحديد هذه الشروط والأسباب في التشريعات الجنائية وقانون المسطرة الجنائية على الخصوص. وقد أسند للنيابة العامة ولقضاة التحقيق سلطة تقدير الاعتقال الاحتياطي، وللمحاكم سلطة النطق بالعقوبات، بما فيها السالبة من الحرية. ولذلك فإن أعضاء النيابة العامة وقضاة التحقيق يوجدون على علاقة مستمرة مع تدبير موضوع سلب الحرية الشخصية، عن طريق الأمر تدبير الاعتقال الاحتياطي.


وإذا كان الاعتقال الاحتياطي يبدو تدبيراً مشروعاً، يحق لهؤلاء القضاة إيقاعه على الأشخاص المشتبه فيهم أو المتهمين، مما ينأى بقراراتهم عن التعسف وانعدام الشرعية التي تستوجب قيام المسؤولية، فإن فرضية التعسف في إيقاع الاعتقال الاحتياطي،
أو الخطأ في اتخاذه عن طريق إهمال مراقبة أسبابه ومبرراته،
أو مسطرة إجرائه، تظل واردة.

كما يظل الخطأ القضائي وارداً في سائر الإجراءات وعبر كل مراحل الدعوى القضائية. وهو ما دعا الدستور المغربي إلى إقرار مسؤولية الدولة عن الخطأ القضائي، وتخويل المتضرر الحق في الحصول على تعويض بشأنه )الفصل 122(.
غير أنه لئن كان لا يوجد خلاف بشأن إمكانية التعويض عن الخطأ القضائي من جهة وعن الإجراءات التعسفية المتخذة في حق الأشخاص خرقاً للقانون من جهة ثانية.

وكذلك عن التعسف في استعمال الحق من جهة ثالثة. فإن تفاصيل تفعيل هذه المبررات تتنازعها الكثير من الآراء. خصوصاً وأن القانون لم يتولَّ بعد تحديد أوجه الخطأ القضائي، ولا صور التعسف في ممارسة القضاة لاختصاصاتهم الدستورية. وهو ما يطرح على القضاء الإداري بالخصوص، تقدير هذه الحالات، كما هو دأبُ هذا القضاء المنشئ للاجتهادات وللسوابق القانونية.


ولكن مهمة القضاء الإداري ليست سهلة بالمرة، وذَلك لأنه مدعو إلى مراعاة موازنتين لهما حساسية قانونية وأمنية بالغة الدقة.

حيث يقتضي الأمر مراعاة اختصاص القضاء العادي الذي لا رقابة للقضاء الإداري على قراراته. ومن جهة أخرى، مراعاة تأثير قراراته على تحقيق الأمن وحماية النظام العامين من طرف قضاة التحقيق والنيابة العامة )وهي المهام المخولة لهذا النوع من القضاء بمقتضى الدستور والقانون(، ذلك أن الأحكام بالتعويض من شأنها أن تؤطر استعمال الاعتقال الاحتياطي من طرف قضاة التحقيق والنيابة العامة، الذين قد يعزفون عن استعماله تهيباً من تحميل الدولة المسؤولية، في حالات قد يكون فيها ضروريا لحماية الأمن والنظام العام أو لحسن سير العدالة. ولذلك فإن القضاء الإداري، في تعامله مع موضوع التعويض عن الاعتقال الاحتياطي مطالب باستحضار هذه المعطيات، من أجل توفير المساحة الضرورية للسلطة التقديرية لقضاة النيابة العامة وقضاة التحقيق، حتى لا يتضرر أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم وأخلاقهم من جراء عدم استعمال تدبير الاعتقال في الحالات الضرورية.


حضرات السيدات والسادة؛


إن ضرورة استحضار المعطيات المشار إليها لا يعني أبدا تبرير التمادي في اللجوء إلى الاعتقال، كما لا يجعل منه الوسيلة الأولى والأخيرة لإحكام القبضة على المتهم. ولذلك فإن رئاسة النيابة العامة، تضع ترشيد الاعتقال الاحتياطي ضمن أولويات السياسة الجنائية. غير أن هناك العديد من الأسباب التي تحول دون عقلنته وضبط حالات اللجوء إليه. وهي أسباب ترتبط في جزء كبير منها بالخيارات القانونية للسياسة الجنائية التي تتجلى في محدودية بدائل الاعتقال بالنسبة للنيابة العامة. بحيث أن هذه الأخيرة
لا تتوفر من البدائل إلا على الكفالة المالية أو الشخصية.

كما أن المشرع يُركز على المقاربة الزجرية في إطار تعامله مع مختلف ظواهر الانحراف أو الجنوح. ويخصص لها عقوبات سالبة للحرية. وذلك بالإضافة إلى إيمان المتقاضين – ولاسيما الضحايا – بأهمية الاعتقال والعقوبات السالبة للحرية، كمعيار لتقييم نجاعة العدالة والثقة فيها.
ويلاحظ على هذا المستوى أن كثيرا من المواطنين لا يعتبرون العدالة فعالة إلا إذا تم اعتقال خصومهم فورا. ولذلك تقابل قرارات النيابة العامة بالمتابعة في حالة سراح بتذمر المشتكين. ومنهم من يعتبر ذلك مؤشرا على عدم نجاعة العدالة أو انحيازها.
ومن جهة أخرى، فلا يخفى عليكم أن تقدير سلامة قرار النيابة العامة بالاعتقال الاحتياطي، لا يرتبط بمآل الحكم الصادر عن المعتقل بالبراءة، ما دام أن قرار الاعتقال تم وفقا للضوابط القانونية المنظمة له.

ذلك أنه لئن كانت النيابة العامة مسؤولة عن التقيد بالضوابط القانونية التي تؤطر سلطتها في الاعتقال، فإن نقاشاً طرح حول مدى إمكانية إثارة مسؤولية الدولة عن أعمال قضاتها، في الحالة التي ينتهي فيها الاعتقال بحكم بالبراءة. والحال أن تقييم قرار النيابة العامة بالاعتقال لا يرتبط بمآل الدعوى. لأنه يتم لأسباب أخرى، ليست كلها تتعلق بقيمة وسائل الإثبات المتوفرة في الدعوى، كانعدام ضمانات الحضور والخطورة على النظام العام أو على سلامة الأشخاص أو الأموال )المادتان 47 و74 من ق.م.ج(.
كما أنه في الحالات التي يستند فيها الاعتقال الاحتياطي إلى حالة التلبس، أو لوجود قرائن إثبات كافية عن ارتكاب الجريمة، فإن تقدير قيمة وسائل الإثبات يرجع للمحاكم، وليس للنيابة العامة
أو لقاضي التحقيق اللذين يستندان إليها للإحالة.

يضاف إلى ذلك أن مقتضيات قانون المسطرة الجنائية لا تسمح للوكلاء العامين للملك بإمكانية المتابعة في سراح حينما يعتبرون القضايا الجنائية جاهزة للحكم ولا تتطلب تحقيقاً، بحيث يلزمون باتخاذ تدبير الاعتقال الاحتياطي، ولا خيار لهم في ذلك )المادة 73 ق.م.ج(.
حضرات السيدات والسادة؛


يبدو أن مهمة القضاء الإداري ليست سهلة في مجال الحكم بالتعويض بسبب الاعتقال الاحتياطي. ولذلك يعول على هذه الندوة التي يجتمع لها عينة من القدرات القانونية المتخصصة تتجلى في قضاة المحاكم الإدارية والقضاة المكلفين بالتحقيق وبالنيابة العامة من أجل الشروع في مناقشة هذا الموضوع والخروج بخلاصات واضحة قد تكون موضوعاً لنقاشات أوسع في المستقبل.


أشكركم على الحضور والمشاركة. وأتمنى لكم التوفيق في مناقشة هذا الموضوع الهام، باستحضار مبادئ الدستور وقيم حقوق الإنسان وإكراهات أداء مؤسسات العدالة الجنائية.

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

قيادة البام: يجب أن نحارب “اللوبيات” وأصحاب المصالح

للمزيد من التفاصيل...

العلمي: قوة الأغلبية الحكومية تُربك صفوف المعارضة

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

بن غفير بهدد بـالدخول بـ”كامل القوة” إلى غزة

للمزيد من التفاصيل...

القضاء الإسباني يسمح بالبقاء مؤقتا لشرطي مغربي تقدم بطلب اللجوء

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

“الفلاحي كاش” و”مجموعة القرض الفلاحي للمغرب” تتعاقدان مع “ريا لتحويل الأموال”

للمزيد من التفاصيل...

مجموعة العمران تستعرض مبادراتها وخدماتها الجديدة في النسخة الثامنة من “العمران إكسبو”

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

السفير الصيني: شراكة متنامية بين المغرب والصين في مجالات استراتيجية

للمزيد من التفاصيل...

سلطات العيون تحبط محاولة للهجرة السرية

للمزيد من التفاصيل...

حارس سيمبا ضمن اهتمامات الرجاء

للمزيد من التفاصيل...

أكادير.. التحايل على سائحتين ينتهي بإيقاف سائق طاكسي

للمزيد من التفاصيل...

نجم غلاسكو يخضع للعلاج بمركز المعمورة

للمزيد من التفاصيل...

قيادة البام: يجب أن نحارب “اللوبيات” وأصحاب المصالح

للمزيد من التفاصيل...

معاناة المغاربة المعتقلين في الجزائر تثير القلق وحقوقيون يدقون ناقوس الخطر

للمزيد من التفاصيل...

الوداد ينهزم وديا أمام بورتو البرتغالي

للمزيد من التفاصيل...