شاءت الأقدار أن يقبعوا داخل غرف تهدد بالانهيار وبالكاد تتسع لأجسادهم النحيلة ولأفرشتهم المهترئة.. شاءت الأقدار أن يناموا داخل أشبار معدودة وأن يقضوا فيها حاجاتهم من التبول والتغوط، وان يطهوا فيها وجباتهم إن توفرت لديهم.. شاءت الأقدار أن يعيشوا تحت عتبة الفقر، وأن يلزموا الصمت في مدينة صار مسؤولوها من أثرياء العالم.إنها مراكش، عاصمة السياحة والمدينة التي وصلت إلى العالمية بفضل آثارها والخدمات الراقية المقدمة بفنادقها المصنفة وثراتها ولكنتها التي لا يتقنها إلا سكانها الأصليون الذين يعانون اليوم في صمت رغم صرختهم التي لم يسمع لها صدى ولم يلتفت لها أحد.هم مجموعة من الأسر تعيش داخل غرف بفنادق عتيقة بمدينة مراكش، يتجرعون مرارة العيش يوميا، وخاصة في ظل هاته الظرفية الطارئة التي قطعت عليهم كل سبل الوصول إلى ما يسدون به رمقهم.هؤلاء وفي عز أزمة كورونا، لم يستفيدوا من أي دعم ممنوح من طرف صندوق تدبير هاته الجائحة، ولا حتى من الإعانات الاجتماعية الممنوحة من طرف المجالس المنتخبة ولا السلطات، وكأنهم فئة معزولة لا أحد يدري بوجودها، لتمضي اوقاتها وكأنها منبوذة في مدينة بات الكثير من القائمين عليها فيها منهمكون بجمع المزيد من الثروات ومحاولة التخلص من القضايا العالقين بها، عوض الاهتمام بشؤون الساكنة والوقوف إلى جانبهم في ظل هاته الأزمة.وفي هذا الصدد، أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة، بيانا تستنكر فيه ذاك المشهد، الملتقط من فنادق بحي رياض العروس والكزا بباب دكالة، والذي يوثق لمعاناة مجموعة من المواطنين مع الفقر والهشاشة، معتبرة ذاك المشهد واقعا مريرا طالما تم التستر عليه وإغفاله.وذكرت الجمعية أن هؤلاء يقطنون بغرف تنعدم فيها النظافة والمسافة الكافية للتباعد، ويفتقدون للحماية وسط تلك البنايات الهشة المحاطة بالنفايات والحشرات الخطيرة.وطالبت الجمعية بالتدخل الفوري للسلطات المحلية والمجلس الجماعي لمراكش، ومندوبية التعاون الوطني من احل التكفل بهاته الفئة من المواطنين، مناشدة أيضا لجنة اليقظة من أجل إدراج هؤلاء ضمن قوائم المواطنين المستحقين للدعم الممنوح من طرف صندوق تدبير جائحة كورونا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...