بقلم: الصحراوي
بعد ظهور فيروس كورونا ببلادنا و تفشيه بين أوساط المواطنين وافدين و مقيمين ، تجندت الدولة بكل مكوناتها من اجل التصدي لهذا الفيروس محاولة القضاء عليه سريعا قبل أن يأتي بنتائج وخيمة تقضي على كل شيء ، و من بين هؤلاء الجنود الأفذاذ اعوان السلطة المحلية الذين كانوا و لا يزالون أمام مدفع الكورونا ، في مواجهة قوية مع المواطنين من جانب التوعية و ضبط الخروقات و التجاوزات حيث لا نسمع من يتحدث عن هذه الفئة بشكل يقرب الرأي العام من معاناتهم ، و ذلك لأنهم لا يملكون منابر إعلامية أو نقابات او غير ذلك ، بل يواجهون التهامل بالعمل و التزام الصمت لعل ظروف العمل تحسن و تصير نحو الأفضل ، لكن كل ذلك لم يكن لحد هذه اللحظة.
تقوم السلطات المحلية ، أعوانا و قادة و مقدمين و شيوخا ، منذ بدء ظهور الفيروس ببلادنا و خلال الحجر الصحي بتوزيع أوراق سماح خروج المواطنين ، و ضبط التجاوزات و الخروقات ، و القيام بجولات يومية تحسيسية و أخرى أمنية احترازية ، وقوفا على قدم و ساق للقضاء على بؤر الفيروس و تجفيف منابعه . و مما ينجم عن هذه العملية الروتينية اليومية ، مجموعة من الاخطار التي تهدد سلامة الجسد مباشرة و قد شوهد ذلك في مجموعة من المقاطع و الصور على الأنترنيت ، يظهر فيها أعوان السلطة ممرغين في دمائهم ، او محمولين على أسرة الإسعاف بكسر في احد أعضاء الجسد او الإغماء و غير ذلك ، في منظر يبكي كل غيور على وطنه ، كما يهدد السلامة النفسية بشكل أكثر حيث يتعرضون إلى السب و الشتم و التنكيل ، بل التنكيت و التفكه في الأزقة و على فضاءات التواصل الاجتماعي في مشهد مقزز ينذر بخطر قادم لامحالة . بالإضافة إلى ذلك ، و أمام هذه المهمات الجسام نجد الاجر البخس الذي يتقاضوه هؤلاء الأبطال لا يزيد عن 3000 ثلاثة آلاف درهم شهريا ، يالها من مفارقة عجيبة المخاطرة بالجسد مقابل أجر بخس ، لكن رغم ذلك لم يشكو و لم يرفع أيديهم ، و اكملوا الدفاع عن عرى الوطن بشجاعة و عزة . و أمام هذا التجاهل من طرف الوزارة و الهيئات الحقوقية و الإعلامية ، يبقى الأمر على ماهو عليه بل يسير نحو الخلف ، و هنا يطرح مجموعة من التساؤلات حول من الذي ينتع بهذه الممارسات اللاأخلاقية تجاههم ؟ ، و من الذي يدفع بمثل هذه السلوكات إلى الوجود غير مبال بعواقب ذلك ، و هنا لا يدع الشك يساونا إذ نقول أن هذه الجهات الخفية جهات متطرفة حقودة على الوطن و تنتظر فجوات و ثغرات لنشر الفتن ، حتى تحقق مكتسبات شيطانية قذرة . و في الأخير نتمنى من له تدخل من قريب أو من بعيد ، ان ينظر بعمق ، و تعاطف مع هذه الفئة المهمشة رغم قيامها بمجهودات عظيمة ، تجعل منا ان نقف طويلا احتراما لهم و تقديرا لأعمالهم .
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...