اعتزال الفنانين المغاربة، سواء في مجال التمثيل أو الغناء، لم يعد يشكل صدمة بالنسبة للمجمهور المغربي في الآونة الأخيرة ، بعد سلسلة من الاعتزالات انتقلت من المشرق و حطت رحالها بالمغرب، ليغادر فنانون في أوج عطائهم المجال الفني تاركين الغناء الكمان والعود و خشبة المسرح وكاميرا السينما،الى مجالات أخرى فمنهم من اختار طريق الدعوة ، و منهم من اختار انشاد الأناشيد الدينية و تجويد كتاب الله، وأخرون فظلوا الاهتمام بحياتهم الزوجية وتربية الأبناء، منهم فنانون مغاربة وصلوا إلى العالمية، منهم قامات فنية كبيرة “كعبد الهادي بلخياط” ،ومنهم من لا يزال في ريعان شبابه ك”عادل بلحجام “،في هذا المقال نعرفكم بأشهر الفنانين الذين اختاروا الاعتزال وحب الله على أضواء الشهرة و حب الجمهور. ونستهل سلسلة الفنانين المعتزلين ب”عبد الهادي بلخياط . قرر المطرب الفاسي “عبد الهادي بلخياط” النزول من فوق الخشبة الموسيقية بعد حوالي 50 سنة ومن العطاء الفني ، صاحب أغنية يا داك الإنسان ” وأغنية “كيف دير يا سيدي، و” يابنت الناس ” و أغنية ” قطار الحياة ” التي معها سافر قطار ” عبد الهادي بلخياط ” بعيدا في الساحة الفنية
ليفاجئ جمهوره،خلال ندوة صحفيةعلى هامش مهرجان موازين سنة2010 معلنا اعتزاله،و انظمامه إلى جماعة الدعوة والتبليغ، مرجعا الفضل للداعية الراحل”سعيد زياني” ،مؤكدا أنه يشعر بالراحة الداخلية نتيجة اختياره، معتبرا أن قطار حياته لم يتوقف بعد، فهو يرى أن حياته قد بدأت مع اعتزاله وركوب سفينة الدعوة إلى الله . وإن كان هذا الأخير، غادر الساحة الفنية بعد أن هرم على خشبة الغناء، فهناك من اعتزل في ريعان شبابه رغم شهرته، ونخص بالذكر هنا، الفنان الذي ولج عالم التمثيل، الغناءوالتقديم” عادل بلحجام، هو شاب لا زال في ريعان الفن ، كان قرار اعتزاله مفاجأة قوية وصدمة لعشاقه ، خاصة أن له صيت كبير سواء في الإذاعة أو التلفزة، بتقديمه لعدد من البرامج التلفزية داخل المغرب، كما تعرف عليه الجمهور العربي من خلال برنامج” بيناتنا”و” الخيمة”، واشتهر في مجال الغناء والتمثيل، إذ أدى مجموعة من الأدوار التمثيلية،ليقرر الاعتزال و ترك عالم الأضواء و الركوب في مقصورة الدعوة إلى الله، ومن المرتقب أن يقدم برامج دينية مستقبلا.
لم يكن “عادل بلحجام” الفنان الوحيد الذي اعتزل في ريعان شبابه، فهناك أيضا “مختار جدوان”، صاحب أغتية “لالة العروسةإ ” وغيرها من الأغاني، وبعد مسيرة طويلة في ميدان الموسيقى الشعبية قرر فجأةاعتزال الميدان الفني و ذالتوبة إلى الله فاتجه الي تجويد القرآن الكريم ، و انشاد الأناشيد الدينية، وجاء قرار اعتزاله بعد زيارته لبيت الله الحرام و بلوغه الأربعين ،و أعلن اعتزاله قائلا آية من القرآن الكريم :” حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك ”(ص).
كان الوازع الديني سببا في اعتزال أغلب الفنانين ومنهم “محمد رزقي” الذي أعلن اعتزاله خلال شهر رمضان الذي يعود لسنة 2007،بعد آخر سهرة فنية في برشلونة، داعيا معجبيه بالتوقف عن شراء ألبوماته، لأنها مصدر باطل بالنسبة له، ليتحول رزقي من فنان ومغني راي إلى منشد ديني، حسب ما كشف عنه، وقال:”تلك الشهرة لا تشرفني، ووالله الذي لا إله هو إني لأستحي من نفسي، حينما أذكر أنني كنت مغنيا.كنت أعيش صراعا داخليا بين الحق والباطل، ولم أكن قط سعيداكنت أعيش معيشة ضنكا رغم الشهرة، ورغم المال، ورغم السفر، إلى أن قدر لي الله سبحانه وتعالى الإقلاع عن الغناء والموسيقى، والاتجاه إلى التدين”.
و من الفنانات المغربيات البارزات اللواتي خلف اعتزالهن فراغا في الوسط الفني العربي ،المطربة “عزيزة جلال”،و التي ساد الاعتقاد أن زواجها من رجل أعمال خليجي وتفرغها للاهتمام بأسرتها ، هو الدافع الأساسي لاعتزالها، وبعد غياب دام أكثر من 34 سنة، عادت لتحبي حفلا غنائيا، بالمملكة العربية السعودية، حيث غنت عدد من أغانيها الشهيرة، كما قدمت اغاني لمطربين كبار، أبرزهم “أم كلثوم”، ، مؤكدة أن زوجها لم يجبرها على الاعتزال، بل كان قرارها الذي أيدها فيه رفيق حياتها.
و من الفنانات الشابات االتي غادرن الميدان الفني الممثلة ايمان شاكر الحاصلة على لقب ملكة جمال المغرب و التي اشتهرت بأدوارها المثيرة للجدل في مسلسلات و أفلام مصرية، واعتزلت بدورها، بعد زواجها و انتقالها إلى دبي رفقة شريك حياتها، مقررة التفرغ لحياتها الزوجية.
وفي المقابل نجد العديد من الفنانات اللواتي تراجعن عن الاعتزال ،بعد شفائهم من أمراض كانت سببا في توقفهن عن العطاء الفني، أو بعد إلحاح جمهورهن على عودتهم، أو لتلقبهن مبالغ مالية مغرية مقابل العودة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...