شهدت المجتمع المغربي في الآونة الأخيرة، أشكال مختلفة من العنف، من اغتصاب وقتل إلى غير ذلك، آخرها الأفعال التخريبية التي عرفتها الحافلات الجديدة بالدار البيضاء.
وفي نفس السياق، صرح الدكتور سعيد جعفر رئيس مركز التحولات المجتمعية والقيم بالمغرب وحوض المتوسط، لـ”الأنباء تيفي”، في سؤالنا عن الأبعاد النفسية والاجتماعية التي تدفع الشخص لفعل مجموعة من الأفعال الغير لائقة في المجتمع، من عنف وتخريب واغتصاب إلى غير ذلك، قائلا ” إن الأبعاد النفسية والاجتماعية، التي تدفع الشخص لفعل مجموعة من الأفعال التخريبية، يمكن تفسيرها من زاويتين الزاوية الأولى، هي نفسية باعتبار أن الإنسان قبل أن يكون كائن عقيم فهو كائن حي، وهو غريزي فإن الأبعاد الغريزية فيه، من بينها (السيطرة والعنف وإخضاع الآخر، بالإضافة إلى ممارسة العنف على الآخر) كلها دوافع نفسية وطبيعية، تجعلنا أن نراها ليس فقط في العنف بشكل تخريبي، في كل أشكال الأفعال الجرمية، بغض النظر عن طبيعة هذا الفعل الجرمي”.
وأضاف جعفر، “إن الطبقة الاجتماعية، لم تكن عنصر حاسم في التصنيف، فقد يأتي العنف من جميع طبقات المجتمع ومن علية القوم، لذلك فإن البعد الاجتماعي، ليس حاسم صحيح. كما إن الطبقة الفقيرة لديها تراكم، عدم تصريف رغبات وحاجات بيولوجية وغيرها، الشيء الذي يتحول إلى مكبوتات وبالتالي يتم تصريفها بأشكال مختلفة، كردود فعل ضد المجتمع من عنف وأفعال إجرامية، وفي نفس الوقت هناك عائلات فقيرة، عدد منها يمتلكون سلوك طبيعي وسوي وسليم، لذلك ليس دائما الدوافع اجتماعية”.
وربط د.جعفر هاته الأفعال، بأبعاد سياسية واقتصادية، قائلا “من المؤكد أن الأبعاد الاقتصادية مهمة جدا، في تفسير السلوك الفردي والجماعي، فكل ما كان الاقتصاد فيه انغلاق وظواهر الفقر وعدم توفر فرص الشغل، من المؤكد أن تكون هناك سلوكيات جرمية”.
وفي سؤالنا عن إلى أي مدى ساهم المجتمع في تكوين شخصية المراهقين، قال جعفر، “من المؤكد أن الفرد هو نتاج لقنوات التنشأة الاجتماعية في مجتمعه، بمعنى فإن المجتمع يساهم في تنشأة الأفراد، بل إن الأفراد في بعض الحالات، لا يمكن أن يكون إلا صورة طبق الأصل لمجتمعاتهم، ولهذا كل مجتمع ينتج أفراده، لهذا يمكننا القول، إن المجتمع والفرد عمله واحدة”.
وأضاف، “إن العنف ضد الحافلات سبقه العنف ضد الأساتذة وضد الأطفال القاصرين، في إطار ما يسمى بالبيدوفيليا، وهناك قتل للأطفال، وهناك عنف ضد الأزواج، وعنف ضد في المدارس وفي الشارع، لذلك فإن بنية العنف المتسعة نسبيا في المجتمع المغربي، تعود إلى التراكمات التي حدثت في المغرب المعاصرة، التي لديها خلفيات اجتماعية واقتصادية وسياسية، مع التنبيه إلى أن هذا العنف ومستواه، هو دليل على حيوية المجتمع، وأن المجتمع حي ويتوفر على تفاعل داخلي، فيه إصلاح وتراجع وحركية”
وأشار جعفر إلى أن “الغير جيد أن لا يكن هناك عنف بالمرة، بمعنى أن تكون هناك حركة صامتة، وهذه خطيرة على المجتمع”.
وفي سؤالنا عن الأساليب التربوية التي يجب اتخاذها للتحسين من سلوكهم، قال جعفر، ” من الواجب أن تتضمن المقررات المدرسية، بجميع مستوياتها، على مواد للثقافة الجنسية، الذي تأخر كثيرا بسبب المقاومة من طرف المحافظين وغيرهم”.
وختم د.جعفر قوله، “إن جزء من العنف الموجود في المجتمع، هو ذو خلفية جنسية، وهو ما تترجمه الاغتصابات وزنا المحارم واغتصاب الأطفال، لذلك أصبح من الضروري أن تكون هناك مادة للتواصل وللثقافة بشكل عام، بما فيها الثقافة الاجتماعية لكي يتربى أبناء وبنات المغاربة، على قيم أصيلة نابعة من المجتمع أساسها عرف البيئة المحيطة”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...