حكاية مدينة مراكش مع “الخطارات” عريقة جدا، وخاصة أن أول خطارة بالمغرب بنيت بالحمراء في عهد المرابطين، حيث كانت موارد المياه في المدينة تكفي بالكاد لسد حاجيات الري للحامية العسكرية، لكن بمجيئ “الخطارات” أصبح بالإمكان التزود بالماء شكل مستمر وتوفيره بشكل كاف من أجل النشاط الفلاحي.
هذا التحول الذي أحدثته “الخطارات” كان بمثابة شرط ضروري أهّل المدينة الحمراء لأن تصبح عاصمة المغرب آنذاك، ومنذ ذلك الحين والخطارات تخدم فضاءات صحراوية واسعة مما جعل منها مكونا اقتصاديا وثقافيا في مناطق عديدة من المغرب.
وكانت مدينة مراكش تضم حوالي 600 خطارة، إلا أنه مع مرور الوقت بقي بها اثنان أو ثلاثة خطارات، حيث تحولت المساحات التي كانت تتواجد بها هاته المنشآت إلى منازل يقطنها المواطنون، بعد أن تم رطمها بالأتربة.
هاته العملية، من الواضح أنها لن تدوم طويلا، خاصة بعد أن عادت إلى الوجود مجموعة من الخطارات على صعيد المدينة العتيقة، التي يروى أنها كانت عبارة عن مساحات تضم العديد من هاته المنڜآت، مما حول الأخيرة الى خطر يهدد الساكنة الحالية.
ومع كل موسم شتاء، يصير ماضي هاته الخطارات كابوسا يؤرق حاضر ساكنة المدينة العتيقة، وخاصة بعد أن انهارت حدائق مجاورة لهاته المنطقة، بعدما تم بناؤها مؤخرا، إلى جانب ظهور خطارات اخرى على مستوى منطقة باب دكالة، وأماكن عديدة بالحمراء.
وأمام استمرار تساقط الأمطار، طالب مجموعة من المواطنين من المسؤولين بالحمراء، بتوظيف مهندسين مختصين في تحديد أماكن تواجد هاته الخطارات بالمدينة العتيقة مراكش، وذلك لتفادي حصول كارثة عاصمة النخيل في غنى عنها.