ثم تخصيص ما يناهز 14 مليون درهم في إطار برنامج تنموي يمتد ما بين 2022 و2024 لمواكبة الاهتمام بالمنتجع السياحي لمنابع أم الربيع عيون، ولتنفيذ البرنامج الاستعجالي الأول المتعلق بمواقف السيارات والمرافق الصحية وتعبيد ممرات الراجلين٬ و الإنارة العمومية وتهيئة الساحة العمومية وهيكلة الحوض المائي وترميم القنطرة الحديدية.
ويأتي مشروع بناء وتأهيل عيون أم الربيع وفق معطيات متوفرة لدى الأنباء تيفي٬ضمن البرنامج الاستعجالي الأول لتحقيق التكامل الاقتصادي بين مختلف مناطق إقليم خنيفرة وجهة بني ملال خنيفرة، ولتحسين دخل الساكنة القروية، وتسهيل اندماجها في السياق التنموي العام، وكذا تطوير قطاع السياحة الداخلية٬ عبر تثمين المؤهلات الطبيعية والموروث الحضاري والثقافي في أفق مواكبة المستثمرين الخواص وتوفير فرص الشغل لأبناء المنطقة.
ويروم هذا المشروع، تثمين الطابع البيئي لمنابع أم الربيع ٬ وبلورة العرض السياحي٬ الذي لا يتعلق فقط بالسياحة الطبيعية بشتى أشكالها، بل يتعداها إلى جعل البُعد التاريخي والأنثروبولوجي للمنطقة، كآلية لتوجيه سلوك السائح وتحسيسه بخُصوصيات الهوية المحلية، في صلب المقاربة المستدامة ٬ التي لا تفصل أساسيات عيش الساكنة المحلية عن الفعل السياحي، بل تجعل كلا منهما يُكمل الآخر.
ويشكل المشروع، تضيف المعطيات ذاتها، مبادرة نوعية٬ لرد الاعتبار لهذا الموقع، ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، ليصبح بذلك واجهة سياحية مشرقة للأطلس المتوسط في مختلف تجلياته، كما يحرص على الجمع بين إعادة التأهيل السياحي والترميم، والهيكلة ليبرز كوجهة سياحية واعدة، ويساهم في ازدهار وإقلاع صناعة سياحية ذات قيمة اقتصادية مضافة بالمنطقة.
ويندرج هذا المشروع في إطار اتفاقية شراكة من أجل تأهيل وتثمين الموقع السياحي لمنابع أم الربيع٬ بين وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات الترابية) ووزارة الفلاحة (قطاع التنمية القروية)، ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، ووزارة السياحة، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، والمجلس الإقليمي لخنيفرة، والجماعة الترابية لأم الربيع.
وتقع منابع أم الربيع السياحية على بعد حوالي 45 كلم من مدينة “خنيفرة”، في عمق جبال الأطلس وسط المغرب، وتتكون، وفق مصادر محلية، من 47 عيناً تتدفق مياه عذبة من 40 عينا منها، فيما تغلب الملوحة على مياه سبع أخرى.
وكان هذا المنتجع السياحي الذي يشكل قبلة مفضلة لعدد من الزوار من ضمنهم الأجانب، يشكو من عدة إكراهات ومشاكل على مستوى البنية التحتية والمنشآت، ما جعل فعاليات محلية تدعو السلطات إلى إيلاء الاهتمام اليه لتسهيل الولوج إليه في راحة تامة.
وأفاد مصدر مسؤول، أن من شأن تأهيل هذا المنتجع السياحي أن يحسن مردودية العشرات من الأسر التي دأبت على توفير لقمة عيشها من الخدمات التي يقدمونها للزوار المغاربة والأجانب، والمتمثلة في الاستقبال والإطعام والإيواء، وبعض الخدمات السياحية البسيطة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...