شاركت ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، يومي 29 و 30 مارس ببرلين 2022 في فعاليات الدورة الثامنة لحوار برلين حول الإنتقال الطاقي، المنظم من طرف الوزارة الفيدرالية الألمانية للشؤون الخارجية والوزارة الفدرالية للاقتصاد وحماية المناخ، تحت شعار: « الانتقال الطاقي: من الطموح إلى الفعل ». وتعد هذه أول زيارة لعضو في الحكومة المغربية لألمانيا بعد عودة العلاقات الديبلوماسية.
وتميز هذا الحوار، الذي يشكل منتدى دوليا مهما يجمع الفاعلين في قطاع الطاقة بهدف تبادل التجارب ومناقشة سبل تحقيق انتقال طاقي عادل وميسر ومسؤول بيئيا، بمشاركة وزراء وشخصيات سياسية، وكذا المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقات المتجددة، والمدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة، بالإضافة إلى مسؤولي شركات كبرى عالمية وخبراء في مجال الانتقال الطاقي.
وفي تدخل لها خلال الجلسة الوزارية الافتتاحية لهذه الدورة، ذكرت الوزيرة بأن التزام المغرب في الجهود الدولية في مجال مكافحة التغير المناخي، نابع من رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تجسدت منذ سنوات في برامج عملية في قطاعات مختلفة، وبالخصوص في قطاع الطاقة، والتي مكنت المغرب من رفع مستوى طموحاته فيما يخص تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة إلى أكثر من 45 % في أفق 2030 في إطار مساهمته المحددة وطنيا ضمن اتفاق باريس، والانخراط في طريق الكربون الحيادي.
كما ذكرت الوزيرة بالتقدم الذي أحرزه المغرب في مجال الانتقال الطاقي، الذي تمثل في إنجاز مجموعة من محطات الطاقات المتجددة والتي توجد قيد الاستغلال، مع الإشارة إلى أن هناك مشاريع استثمار مهمة في مجال الطاقات المتجددة توجد قيد الإنجاز أو مبرمجة سوف تمكن من تنفيذ برامج، لا سيما لإنتاج الهيدروجين، وتحلية مياه البحر، وإزالة الكربون من النسيج الصناعي من خلال طاقة منخفضة الكربون وذات تنافسية. وأضافت أن التحدي اليوم يتمثل في تبني خيارات استراتيجية وتكنولوجية واقعية، ومجدية اقتصاديا، ومتكيفة مع السياق المغربي، ومنسجمة مع توصيات النموذج التنموي الجديد.
وذكرت بالمبادرات الطموحة التي باشرها المغرب على المستوى الإفريقي، وانخراطه في الائتلافات التي تم إعطاء انطلاقتها خلال الدورة 26 لمؤتمر المناخ، وبالخصوص تلك التي تهدف إلى تسريع الانتقال الطاقي. وتتوج هذا الالتزام القاري والدولي مؤخرا من خلال انتخاب المغرب رئيسا للدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، من خلال دعم إفريقي واسع.
وعلى هامش مشاركتها في هذا الحوار، عقدت الوزيرة اجتماعات عمل مع الدكتور روبرت هابيك، الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والعمل من أجل المناخ، والسيدة جينيفر مورغان، كاتبة الدولة بوزارة الشؤون الخارجية والمبعوثة الخاصة للعمل المناخي الدولي، والسيد جوشن فلاسبارث، كاتب الدولة بالوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية.
وخلال هذه المحادثات، هنأ كل الوزراء الألمان المغرب على التقدم المحرز في مجال الانتقال الطاقي، وأعربوا عن رغبتهم في تطوير التعاون مع المغرب كشريك استراتيجي. وأشارت السيدة الوزيرة إلى ضرورة الاستفادة من الإنجازات الهامة للتعاون الثنائي بين البلدين، واعتبرت أن السياق الحالي أكثر ملاءمة لتعزيز هذا التعاون وتوجيهه نحو إجراءات ومشاريع ملموسة ذات اهتمام مشترك ومجدية اقتصاديا، وذلك من خلال تشجيع مشاريع التنمية والاندماج الصناعي المحلي لتحقيق أقصى المكاسب على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...