يعزو خبراء المناخ في المغرب الى ان سبب الارتفاع المفرط في درجات الحرارة ببلادنا خصوصا خلال شهر يوليوز الجاري الذي سجلت فيه المملكة درجات حرارة قياسية وصلت الى 50 درجة ببعض المناطق، يعود لظاهرة “الشرقي” التي تنتج عن خضوع المملكة للمنخفض الجوي الصحراوي، الذي يدفع بالكتل الهوائية الجافة المقبلة من الجنوب والجنوب الشرقي حيث تفقد الكتل كل رطوبتها لتصل أكثر جفافا وحرارة إلى السهول الغربية.
و كشف علي شرود خبير في شؤون المناخ، في اتصال هاتفي مع “الأنباء تيفي” ، الى ان عدد من المناطق ببلادنا تشهد حرارة مرتفعة على غرار السنوات الفارطة، مشيرا، الى ان العديد من بلدان البحر الأبيض المتوسط تعاني من تداعيات درجات الحرارة المفرطة والتي تعد سببا رئيسا فى نشوب الحرائق التي تشهدها بلادنا في هذه الاثناء.
علاقة المناخ بنشوب الحرائق
وأضاف الخبير في جوابه عن التأثيرات السلبية للحرائق على المناخ بأن العلاقة بين الحرائق والمناخ هي علاقة مزدوجة باعتبار ان المناخ سبب مباشر في نشوب الحرائق، كما ان الحرائق تسبب بدورها انبعاثات تؤدي الى الاحتباس الحراري .
مشيرا، ان عامل المناخ وارتفاع درجات الحرارة وفصل الصيف والانجرافات والسلوكات الغير مسؤولة من المواطنين كلها أسباب تؤدي لنشوب الحرائق، كما ان إمكانية انتشارها في مساحات واسعة يعتمد على تضاريس الأرض و هشاشة الغطاء النباتي واتجاه الرياح ومدى سرعتها .
حيث يعتبر علي شرود، ان تحرك الرياح والمنحى الذي تتخذه عنصر أساسي حيث ان يمكن للرياح ان تساعد في الحد من الحرائق عندما تذهب في الاتجاه المعاكس للكثافة الغابوية، كما يمكن ان تشكل خطرا حقيقيا في الوقت نفسه حين تذهب في نفس اتجاه الغطاء النباتي الأمر الذي يمكن ان يسبب في انتشار الحرائق وتوسعة رقع نشوبها.
مسببات الحرائق
وشدد الخبير في اتصاله، على ان أسباب نشوب النيران تنقسم بين السلوكيات المتعمدة من الجانب البشري بسبب دوافع معينة ضد المكان او احتجاجا على بعض الأوضاع وهو ماوصفه الخبير بأفعال إجرامية لتدمير الطبيعة، مضيفا ان عامل الإهمال الذي يتم من خلال رمي السجائر أو ترك مخلفات النار تحت الرماد يمكن ان يؤدي الى كوارث إنسانية رغم انه تصرف غير مقصود إلا ان عواقبه تكون خطيرة على الغطاء الغابوي مايحتم ضرورة التوعية بأهمية الطبيعة وكيفية الحفاظ عليها.
المراقبة المستمرة
وأشار علي شرود، الى ضرورة اعتماد المراقبة المستمرة والروتينية بالمناطق التي تعرف كثافة غابوية كما أقر بضرورة توظيف البحث العلمي في حماية الغابات من خلال تعقب تحرك الرياح ودرجات الحرارة والوقت الذي من الممكن ان تشكل فيه خطرا على الغطاء الغابوي، وكذا التعاون مع دول الجوار لتسهيل تقديم المساعدات عند وقوع حوادث مستعصية .
الوعي السياسي
وفي هذا الصدد أشار المتحدث الى ضرورة وجود وعي سياسي، من خلال اعتماد استراتيجيات فعالة و استغلال الإمكانيات العلمية التي نتوفر عليها والتي يجب استعمالها في خدمة المجال الحيوي “الغابات” ، كما يجب على الدولة تغيير استراتيجيتها ،وتبني استراتيجيات اخرى اكثر نجاعة لحماية البيئة والغطاء الغابوي، لتجنب الوقوع في كوارث بيئية تهدد حياة الإنسان والحيوانات والطبيعة على حد سواء .
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
واحد الوزارة قد السخط سميتها "وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات " عليها أن تتحمل كامل المسؤولية في غياب المراقبة المستمرة للمجال الغابوي وعدم قدرتها على التنبأ بمثل هذه الظاهرة، فتحليل المخاطر وتقييمها ومعالجة أسباب وقوعها في هذا المجال يندرج ضمن مسؤولياتها، لاسيما أن المؤشرات المناخية (دراجات الحرارة المرتفعة، الجفاف..) تزيد من احتمالية وقوع الحرائق .. كل هذا يستدعي أخذ الحيطة والحذر وتكثيف الجهود والرفع من وعي كل الأطراف المعنية لضمان سلامة البيئة. دائما ما يُشار إلى المواطن كعامل أساسي في كل أزمة لا أقول لا ولكن لا يجب أن نغفل عن لوم الباحث المتخصص في هذا المجال عن تقصيره وأجهزة الدولة المكلفة بهذا المجال أيضا عن تقصيرها وإن كانت سياساتها والأموال الطائلة التي تُهدر لاتواكب هذا التغير المناخي السريع، وربما هي بعيدة كل البعد عن الأمور التي تتعلق بسلامة الإنسان والحيوان والبيئة، فعليها أن تراجع سياساتها وتعيد صياغتها لتسير في المنحى الصحيح
للمزيد من التفاصيل...