هل هذا هو جزاء الإحسان ؟
بعد الخطوة التي أقدم عليها رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، في استقباله لزعيم الانفصاليين بشكل رسمي و بحفاوة مبالغ فيها، اعتبر المغاربة هذه الخطوة بمثابة “طعنة في الظهر “، من خلال تجاهل المملكة والمساس بقضية سياسية وطنية يعتبرها المغرب ضمن نقاطه الحمراء التي لا يجب تجاوزها أو العبث معها، وهي قضية وحدتنا الترابية، متسائلين هل هذا هو جزاء الإحسان ؟.
وأتت تنديدات المغاربة ضد هذه الخطوة الغير مقبولة من دولة شقيقة كتونس، معتبرين إياها نكرانا للجميل خصوصا ان المملكة، لم تخرج عن نطاق المصداقية وحسن الجوار منذ الازل، إذ طالما حرصت على تعزيز التعاون مع شقيقتها سعيا منها إلى توطيد العلاقات، بما يدفع بالعلاقة الثنائية الى الأفق وهو ما قابلته تونس بمواقف غير ودية تجاه المصالح العليا للمملكة المغربية.
فإذا عدنا بالزمن قليلا للوراء، ستتضح لنا نوايا تونس المبهمة والغير واضحة في تعاملها مع المغرب، وعلى الرغم من ذلك ظلت المملكة متشبتة بصدق تعاملها وتقديرا منها لأواصل الجوار التي لوحت بالأفق وبشكل واضح من خلال زيارة جلالة الملك للجمهورية التونسية سنة 2014 ،وهي في عز أزمتها الاقتصادية والسياحية.
وفي هذا الصدد، اعتبر نشطاء ومحللون سياسيون تونسيون زيارة جلالته آنذاك، دفعة للأمام أرسل من خلالها الملك محمد السادس رسالة قوية وواضحة الى العالم مفادها ،”أن تونس مستقرة امنيا، وأن المغرب يدعم بقوة الانتقال الديموقراطي لجارته”.
ولم تقتصر زيارة العاهل المغربي لتونس آنذاك على زيارة العمل الرسمية مع الرئيس منصف المرزوقي، بل قام بتمديدها بهدف السياحة والترفيه والتجوال في أشهر شوارعها دون حراسة مشددة ، ما اعتبره الكثيرون أقصى درجات الدعم التي يمكن أن تقدم لأي دولة .
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...