تابعونا على:
شريط الأخبار
بنعلي: سنة 2025 تشكل محطة بارزة في خارطة الطريق المناخية للمملكة عاجل: المحكمة تدين بودريقة ب5 سنوات سجنا نافذا بعد مباراة كأس العرش.. الشعباني يمنح عطلة للاعبين المغرب والسعودية يبحثان فرص تعزيز التعاون الاقتصادي أولمبيك أسفي يتكفل بمشجع تعرض لحادث سير مدرسة الفنون والمهن.. فضاء التميز والابتكار وتحقيق الأحلام بودريقة أمام المحكمة: حتى البراءة لن تمحو آثار التشويه السيطرة على حـ ـريق غابة آيت إصحى لجنة التعليم تصادق على تمديد أجل تنزيل القانون الإطار للتربية والتكوين مدرب فرنسي يلتحق بالطاقم التقني لاتحاد طنجة حموشي ورئيس الاستخبارات بالإمارات يبحثان سبل تطوير آليات الشراكة الأمنية محاولة فرار ببركان تنتهي بمأساة.. مصرع سيدة لحظة إيقاف مروج للمخدرات المغرب يعزز حضوره في السوق الصينية باتفاقية سياحية الجيش يحدد موعد انطلاقة استعداداته للبطولة فرار الرياضيين المغاربة في التظاهرات الدولية يجر برادة للمساءلة أخنوش: تأخر اعتماد الذكاء الاصطناعي إهدار للفرص الاقتصادية الملك يهنئ رئيس بوروندي بمناسبة ذكرى استقلال بلاده وكيل لورش بالبيضاء للتفاوض مع الوداد تعزيز التعاون المغربي البيروفي في مجالات الماء والبنيات التحتية التحرش بمهاجرة أفريقية يتسبب في إيقاف عنصر من القوات المساعدة بالداخلة

كتاب و رأي

رشيد حبابة

حين طلب ملوك إنجلترا ود سلاطين الإمبراطورية الشريفة

13 يناير 2023 - 17:37

المتصفح لصفحات تاريخ المغرب سيطلع على منجم من الأخبار والوثائق والمخطوطات، ويجد المرء نفسه كل مرة منبهرا بالوثائق والمخطوطات التي إطلع عليها، حيث يستشف منها العلاقات الوطيدة والقوية التي كانت تجمعنا بمن استعمرونا واستضعفونا لاحقا ويطرح السؤال نفسه، كيف سار بنا الحال على هذا النحو؟

rachid hababa

 

التاريخ..أبو العلوم

تكمن الصعوبة في تناول البعد العلائقي في اختيار أي الأدوات او المناهج يمكن من خلالها أن يعالج الباحث هذه العلاقات، كما أن تناول العلاقات بمعزل عن البنى الاقتصادية والاجتماعية المغربية في ظل ظرفيات ومتغيرات تموج تارة كأمواج بحر الظلمات وتارة كالكثبان الرملية في صحراء توات. بدون شك فالباحث في العلاقات الدبلوماسية سيجمع من الركام العلائقي هذا ما يبني به أطاريح سياسية واقتصادية وثقافية لتعزيز العلاقات مع هذه الدولة أو تلك، ولكن المعالج للأمور بمنطق وتروي سيذهب إلى عصر ما يمكن ان يعزز بحوثا تهم البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. مباحث تبنى على مناهج حديثة نسبيا ومبنية على إستدماج أدوات جديدة ومفاهيم حديثة مستنبطة من حقول مساندة لعلم التاريخ كالسوسيولوجيا والأنثربولوجيا وعلم الاقتصاد، بما لا يفقد علم التاريخ خصوصيته وتفرده، يصبح معها التاريخ علم قادر على تمحيص العلوم الأخرى. وإذا جاز التعبير أن المسرح أبو الفنون والآداب فيمكننا القول أنا التاريخ يعتبر أبو العلوم حين يمحص الحقائق في ظرفيتها وسياقها ليصل الى مقاربة الواقع ومحاكاته وليس الوصول الى الحقيقة فمصطلح الحقيقة العلمية كان ولازال لدى المؤرخين مجرد تعبير تمليه الفذلكة اللغوية.

التاريخ..أبو العلوم

حرب قراصنة إنجلترا

في القرن 16م بالضبط سنة 1587م في إطار حرب قراصنة إنجلترا على البواخر الاسبانية، قام فرانسيس ديريك بكل جرأة بالهجوم على ميناء قادس(دمر جزءا كبيرا من الأرمادا الاسبانية). أشعل هذا الحدث الحرب على إنجلترا وبعد سنة وفي حوالي 6 غشت(أغسطس) 1580م وصلت أغلبية قوات الأرمادا المنهكة من السفر لمنطقة كالييه الفرنسية راغبة في الالتقاء بباقي الأسطول المتمركز في الولايات الشمالية (لاحقا الولايات الهولندية المتحدة)، توجه الأسطولان قرب ساحل غرافلين حيث التقاه الأسطول الانجليزي بقيادة فرانسيس ديريك وأصاب منهم مقتلة عظيمة. بعدها كانت الرياح في صالح الإنجليز حيث أرسلوا سفنا مفخخة الى الأرمادا، فاحترق نصفها و توفي حوالي 150000 اسباني (من مناطق مختلفة نظرا لان الإسبان حكموا مناطق عدة)، بينما خسائر الانجليز لا تكاد تذكر.

هنا تحالفت المناطق المحررة من هولندا( أسطول المناطق المحررة كان تحالف مع الانجليز في معركة غرافلين) مع المملكة البريطانية لغزو العالم تجاريا، في هذا السياق كتبت مسرحية بعنوان “معركة الكازار” هي مسرحية تنسب إلى جورج بيل، ربما كتبت في موعد لا يتجاوز أواخر عام 1591م إذا كانت مسرحية “مولي مولوكو” المذكورة في مذكرات هينسلو هي هذه المسرحية، والتي نُشرت بدون اسم في عام 1594م، والتي تحكي قصة معركة ألكاسير كيبر في 1578(بالإسبانية ألكازار كيبر) يبدو أنها التلميحات المحتملة للأرمادا الإسبانية، وهي المسرحية التي ألهمت القائد اسيكس للهجوم على قادس سنة 1597م أي 16 سنة بعد ثورة البشرات المورسكية ، وفي 1602م مولي هاميت اقترح على الملك البربري أحمد المنصور الذهبي، التصميم الكبير للغزو الشامل لإسبانيا، مشجعًا بنجاح إنجلترا في حروبها وغزواته وقرصنتها مع الاسبان والذي كان يأمل في دعم المغرب.

التاريخ..أبو العلوم

الانجليز والمغرب

 

أرسلت الملكة إليزابيث الوزير روبرتس (الراجح أنه كان في حكومة أواخر القرن 16م وبداية القرن 17م الى جانب الوزيرين اسيكس ووركستر) الذي بقي في المغرب لمدة ثلاث سنوات، وحصل على بعض الامتيازات للإنجليز وحرر العديد من الأسرى الانجليز. شركة Barbary Company أو Marocco Company كانت شركة تجارية أنشأتها الملكة إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا بعد منتصف القرن 16م من خلال ممثلها إيرلز وارويك وليستر. بالإضافة إلى أربعين شركة أخرى لفترة تجارية حصرية مدتها 12 عامًا، كانت شركة Barbary منفصلة عن شركة تركيا والبندقية (1583)، الذين عملا أيضًا في البحر الأبيض المتوسط واندمجوا لاحقًا في شركة الشام في عام 1592م (البربرية والبندقية والتركية)، تم إنشاؤها مع العديد من المستثمرين التجاريين، مع التركيز على التجارة على طول الساحل الأطلسي للمغرب.

كان العديد من أعضائها بطبيعة الحال يتاجرون أيضًا لصالح شركة الشام المهيمنة، والتي ربما كان نجاحها يعني الهزيمة التجارية للشركة البربرية المندمجة، كان المغرب في تلك المرحلة المصدر الرئيسي للسكر للسوق الإنجليزية، قبل تطوير مزارع جزر الهند الغربية بالطبع في القرن السابع عشر، وكلفت إليزابيث مولي هاميت بأمور مثل إطلاق سراح السجناء والصعوبات التي واجهها بعض التجار الإنجليز في المغرب.

الراجح ان الانجليز استوردوا من المغرب ريش النعام والتبر والسكر وملح البارود، أيام الملكة إليزابيث Elizabeth (1558م -1603م) التي جمعتها علاقات جيدة مع السلطان السعدي عبد الملك (1575م -1578م)، توجت بإصداره ظهائر لفائدة التجار البريطانيين تسهيلا لمهامهم التجارية.

التاريخ..أبو العلوم

العدة والسلاح مقابل فك الأسرى

 

 

بعد انهزام البرتغال في معركة الملوك الثلاثة أو وادي المخازن سنة 1578م، ازداد توطد العلاقات المغربية -البريطانية، حيث حرصت الملكة على توطيد علاقتها بالمنصور الذهبي من خلال شركة “بلاد البربر”Barbary Company التي مكنت البريطانيين من احتكار التجارة مع المغرب لمدة اثنتي عشر سنة. بعد الهزيمة الساحقة للإسبان في معركة الأرمادا سنة 1588م، عقد تحالف مغربي اسباني لمساعدة الدون أنطونيو Don Antonio لتولي عرش البرتغال، وكان وعد المنصور الذهبي بمنح جيشه وأسلحته في هذه الحملة، لكن المنصور لم يقدم أي دعم في حملة 1589م على البرتغال، متحججا بانه بعث بجيشه بالكامل في حملة السودان بقيادة جؤدر باشا التي حققت نتائجها سنة 1590م.

بعد سنوات أرسل جاك الأول Jacques I (1603م-1625م) -حين تولى العرش والمغرب في فوضى عارمة أثناء الاقتتال بين أبناء وحفدة المنصور الذهبي- سفارة الى المولى زيدان (1608م-1627م) ترأسها هاريسون (J.Harrison) سنة 1610م، وكان الهدف منها هو إجراء مباحثات لتسريح الأسرى البريطانيين المحجوزين آنذاك في المغرب، توجت حسب مخطوط دييغوا دي هنين الاسباني/الهولندي والذي كان كبير مساعدي مولاي زيدان (الراجح انه حكم بين 1603م و1627م) بتحرير أسرى وشراء أسلحة من الانجليز وتبادل السفارات مع إنجلترا أو مع الولايات المتحدة الهولندية التي كانت حليفة لإنجلترا آنذاك، غير ان قوى جديدة أصبحت مؤثرة في المغرب من الزاوية الدلائية في الاطلس الكبير و الزاوية السملالية في سوس المتنازعة مع كيان أبي زكرياء الحاحي الذي أعاد زيدان على عرشه، ثم انقلب عليه الى ابي محلي الذي أسس في سنوات قليلة كيان انطلق من تافيلات ودرعة وكانت عاصمته مراكش والذي الذي توفي قبل وفاة المولى زيدان سنة 1916م بعد هجوم أبي زكرياء الحاحي وانحل كيانه (زاوية القاضي/الدولة القاضية والتي امتدت من صحراء توات الى مكناس الى مراكش ضامة درعة وتافيلالت) والذي انشأ علاقات دبلوماسية مع الانجليز والولايات الهولندية الشمالية حسب مخطوط خورخيه دي هنين.

وحسب مخطوط أبو املاق عن “عبد الله العياشي” و”نزهة الحادي” للإفراني و”المثاني” للقادري و”زهرة الشماريخ” لبوراس الناصر العسكري، فإن المورسكيين في سلا والرباط انضموا الى المؤثرين في الاحداث آنذاك مستغلين انشغال الدول الأوربية بحرب الثلاثين سنة ( 1618م-1648م) لإلحاق أكبر الخسائر بالسفن المسيحية بما في ذلك السفن البريطانية والنتيجة قرصنة السفن الإنجليزية مما ارغم سفير بريطانيا هاريسون على العودة مرة أخرى إلى المغرب بهدف توقيع اتفاق مع المجاهدين السلاويين(المورسكيين ثم المغاربة بقيادة عبد الله العياشي) لإطلاق سراح الأسرى الإنجليز فتم توقيع اتفاق مع المجاهد العياشي (1573م-1641م) في 10 ماي 1627م، التزمت بريطانيا من خلاله بتزويد العياشي بالعدة والسلاح مقابل مساهمته في فك الأسرى البريطانيين .

التاريخ..أبو العلوم

العلاقات مع السعديين

 

واستمرت العلاقات مع السعديين في شخص محمد الشيخ الصغير، ولاحقا وقعت اتفاقية ثنائية أيام الملك تشارلز الثانيCharles II (1660م – 1685م) اتفاقية بموجبها تطور التبادل التجاري بين المملكة السعدية الضعيفة وباقي الكيانات مثل كيان الخضر غيلان وكيان آل المنظري، لكن إنجلترا كانت أكثر جرأة (من المغرب الذي رفض مخطط احتلال اسبانيا والبرتغال) حيث قبلت الهدية البرتغالية واستقرت في طنجة في 30 يناير 1662م قبل احتلال جبل طارق سنة 1713م كمهر من الأميرة البرتغالية للملك الإنجليزي، ولاحقا استرد المولى إسماعيل الذي تولى الحكم 1672م طنجة بموجب اتفاقيات ثنائيه مع الإنجليز، والراجح ان المولى إسماعيل جمعته علاقات ثنائية قوية مع فرنسا وانجلترا توجت بسفارة محمد بن حدو العطار السفير المسفيوي سنة 1981م إلى إنجلترا والتي شهدت توقيع الإتفاقية.

فإلى أي حد كانت العلاقات الدبلوماسية الثنائية الإنجليزية إيجابية في ظل قرن عرف الفوضى والدسائس والانقلابات والحروب؟ وهل كانت العلاقة أثناء السلطانين مولاي أحمد ومولاي لسماعيل قوية لدرجة أن يحصل بموجب اتفاقياتها المغرب على مكتسبات ملموسة؟

 

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

بنعلي: سنة 2025 تشكل محطة بارزة في خارطة الطريق المناخية للمملكة

للمزيد من التفاصيل...

المغرب والسعودية يبحثان فرص تعزيز التعاون الاقتصادي

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلّق عضوية نظيرتها الإسرائيلية بسبب مجازر غزة

للمزيد من التفاصيل...

استعدادات لتوزيع قاصرين مغاربة على مدن إسبانية

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

المغرب يعزز حضوره في السوق الصينية باتفاقية سياحية

للمزيد من التفاصيل...

مندوبية: تحسن نمو الاقتصاد الوطني بـ 4,8 في المائة خلال الفصل الأول من 2025

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

بنعلي: سنة 2025 تشكل محطة بارزة في خارطة الطريق المناخية للمملكة

للمزيد من التفاصيل...

عاجل: المحكمة تدين بودريقة ب5 سنوات سجنا نافذا

للمزيد من التفاصيل...

بعد مباراة كأس العرش.. الشعباني يمنح عطلة للاعبين

للمزيد من التفاصيل...

المغرب والسعودية يبحثان فرص تعزيز التعاون الاقتصادي

للمزيد من التفاصيل...

أولمبيك أسفي يتكفل بمشجع تعرض لحادث سير

للمزيد من التفاصيل...

مدرسة الفنون والمهن.. فضاء التميز والابتكار وتحقيق الأحلام

للمزيد من التفاصيل...

بودريقة أمام المحكمة: حتى البراءة لن تمحو آثار التشويه

للمزيد من التفاصيل...

السيطرة على حـ ـريق غابة آيت إصحى

للمزيد من التفاصيل...