أكد شكيب بنموسى عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن هناك مجموعة من الإجراءات التي تكرس الطابع الرسمي للأمازيغية، منها الرؤية الاستراتيجية لإصلاح خارطة الطريق، والنموذج التنموي، والبرنامج الحكومي، والقانون الإطار، ما يدل أهمية الأمازيغية في المدرسة.
وأوضح بنموسى في كلمته خلال ندوة بعنوان “تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، إرادة راسخة والتزام ثابت”، نظمت من قبل حزب التجمع الوطني للأحرار وجبهة العمل الأمازيغي، (أوضح) أن قطاع التعليم هو أساس تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، قائلا في هذا الصدد:”فبالتالي، هدفنا اعتماد الأمازيغية بالتدرج من المستوى الابتدائي إلى الثانوي”، مبرزا أنه يجب السعي أيضا إلى بناء هندسة لغوية متكاملة من أجل التمكن من اللغات الوطنية، وفي نفس الوقت الانفتاح على اللغات الأجنبية.
وأشار بنموسى، إلى ضرورة اعتماد الأمازيغية كلغة وطنية من التعليم الأولي والابتدائي، على الرغم من أن القانون تدريجي، مضيفا أنه يجب، تعميم هذه اللغة في الإعدادي والثانوي التأهيلي أيضا، قائلا: “هناك مجهود كبير في هذا الباب ولا زال أمامنا ما يجب القيام به”.
وأفاد بنموسى، أن وزارة التربية الوطنية بدأت منذ خطاب أجدير، الاشتغال مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لإعداد البرامج والكتب المدرسية المتعلقة بالأمازيغية، مبرزا أنه منذ 5 سنوات من الآن تمت مراجعة كل المناهج والمواد التي همت منهج الدراسي الأمازيغي، كما تم تطوير عدد من الدلائل البيداغوجية التي يمكن أن تساعد الأساتذة في تدريس الأمازيغية، وكل هذا يمكن اعتباره مكسبا، كما يقول.
وشدد بنموسى، على وجوب إيلاء الاهتمام لبرامج الابتدائي وإعطاء الأمازيغية مكانة خاصة، وذلك على مستوى الثقافة والتاريخ أيضا، داعيا إلى ضرورة أن تكون الأمازيغية في جانبها الهوياتي في بداية الدراسة حتى يتعرف الأطفال عن هويتهم.
وأكد بنموسى كذلك، على الاهتمام بالأمازيغية في مستواها التنظيمي، الذي من الممكن أن يساعد في تنزيل تعميم تدريس الأمازيغية في المنظومة التربوية، وتحديد هندسة التعليم المدرسي، واختيار التدرج الملائم للأطفال، حتى يتمكنوا من اللغات، والأمازيغية على وجه التحديد، فضلا، وفق بنموسى، عن الاستفادة من التجارب الناجحة في تدريس اللغات ومواجهة الصعوبات الراجعة للجانب البيداغوجي، والاجتهاد في إيجاد وسيلة حتى يتمكن الطفل من اللغة، ويأخذ اللغة الأمازيغية بعين الاعتبار.
وأبرز بنموسى، أهمية دمج اللغة الأمازيغية في تكوين الأساتذة بالمراكز الجهوية، قائلا في السياق ذاته: ”هذا ما نشتغل عليه اليوم مع وزارة التعليم العالي في إطار اتفاقية شراكة، حتى ندمج الأمازيغية في مسالك إجازة التربية التي تعتبر المصدر الرئيسي لتوظيف الأساتذة، هذا سيساعدنا حتى يكون لدينا جانب متخصص، وتكوين أساتذة مزدوجي اللغة”، مشيرا إلى أنه تم تكوين آلاف الأساتذة في المعهد الملكي في تخصص اللغة الأمازيغية، لكن على أرض الواقع لا يدرسها سوى 3 في المائة، ولذلك، يضيف بنموسى، “هدفنا رفع هذه النسبة حتى يتمكن الجميع من الاشتغال في المدارس وباعداد كافية، كما نهدف إلى رفع عدد الأساتذة الذين لديهم تكوين مزدوج”.
وكشف بنموسى، توقيع اتفاقية جديدة، يوم الثلاثاء الماضي بمدينة الخميسات، الهدف منها إنشاء منصة لتعليم الأمازيغية، مفتوحة للعموم، ستساعد عددا من التلاميذ على تعلم اللغة الأمازيغية، خصوصا من يدرسونها ويرغبون في تحسين أدائهم، كما سيستخدم المنصة كذلك الأطفال والأسر الموجودين خارج الوطن، لصعوبة تدريسها في المدارس الأجنبية.
في المقابل، اعتبر شكيب بنموسى أن هناك مجموعة من الإكراهات العملية والموضوعية في بعض الأحيان، لعدم إجراء بعض البحوث الضرورية لمواكبة هذا التنزيل، مشددا في نفس الوقت على ضرورة الاشتغال على جانب البحث والسوسيولوجي لاستخلاص هذه الإكراهات.
وقال شكيب بنموسى في ختام كلمته: “يجب تجاوز الإكراهات عن طريق تحقيق هذه الأهداف والإجراءات التي هي في متناولنا، ويجب أن نمتلك برمجة جدية، مع التركيز على المرحلة الابتدائية في هذه المرحلة، وخلال الثلاث سنوات القادمة سنعمل على تدريس الامازيغية في المرحلة الثانوية ابتداء من هذه السنة، مع الاشتغال على تطوير وتهييء المناهج والكتب الدراسية الضرورية”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...