روى عبد الوهاب رفيقي الملقب بـ “أبو حفص” تفاصيل الحادث المروع الذي تعرض له ابنه “حفص”، بمعية صديقه أسامة فلوح لاعب الوداد الرياضي يوم الأربعاء الماضي 11 أكتوبر، على مستوى أحد شوارع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء.
وأوضح رفيقي في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، تفاصيل الواقعة مشيرا على انه تلقى الخبر المفزع من خلال مكالمة هاتفية مفادها أن فلذة كبده تعرض لحادثة سير خطيرة وهو بوضعية صعبة.
“ظللت للحظات أحاول استيعاب الخبر”، هكذا وصف أبو حفص اللحظة التي علم فيها بإصابة ابنه، لاسيما ان فحص لا زال يرمم ندوب وجهه ونفسيته التي لا زالت لم تتعافى بعد، جراء الحادث الذي تعرض له أثناء مباراة الديربي في أكتوبر من السنة الماضية، بعد إصابته في الملعب بأحد الشهب الاصطناعية مما خلف له مجموعة من الكسور والحروق على مستوى الوجه والفك والخدين.
وبعد انتقاله على وجه السرعة لإحدى المصحات الخاصة التي يقبع بها ابنه الأكبر حفص للاطمئنان على حالته، اكتشف رفيقي ان رفيق ابنه في الحادثة كان أحد لاعبي فريق الوداد الرياضي أسامة فلوح، ليتضح ان حالة الاخير أخطر وأشد.
تابع أبو حفص بالقول، ان اطلاعه على حالة السيارة بعد الحادث تكشف خطورة ما تعرض له الاثنان، مشيرا ان المه على صديق ابنه فلوح كان أشد وأكبر، نظرا لحالته الحرجة ووضعه الصحي.
صدمة الأب المكلوم لم تقتصر على ما تعرض له ابنه فحص وصديقه، بل كان للقدر رأي آخر وهو أن يجعل قلب رفيقي يعتصر على إصابة ابنه ووفاة والدته (جدة حفص)، التي قدر لها أن تسلم الروح الى بارئها يومين بعد الحادث المفجع.
يقول عبد الوهاب رفيقي، ان جدة حفص وبعد علمها بالحادث أصرت على زيارة حفيدها إلا أنه طلب منها تأخير الزيارة الى اليوم الموالي لأن ولوج المصحة كان صعبا بفعل الجماهير المحتشدة على الباب، دون ان يعلم انها ستكون المحادثة الأخيرة مع والدته وان الفقيدة لن تتمكن من رؤية حفيدها مجددا.
استرسل رفيقي بالقول، ” باشرت إجراءات الدفن وأنا في حالة ذهول شديد أمنع نفسي من السقوط والتهاوي في أي لحظة، من أين لي بهذه القوة التي تجعلني أتحمل كارثتين فظيعتين في نفس الآن والزمان؟ منعت نفسي مرارا من الانهيار التام وقاومت بكل قوة من أجل أمي وابني”.
علم أبو حفص وهو يباشر إجراءات الدفن، ان ابنه غادر الإنعاش بعد جبر ما أصابه من كسور، ليسارع إلى المصحة ويترجى من الطاقم الطبي ان يسمحوا لحفص بان يودع جدته قبل دفنها ما لم يكن في خروجه خطر على صحته، وهو الطلب الذي سمح به الأطباء بشرط العناية والمراقبة، ليتمكن حفص أخيرا من توديع جدته قبل رحيلها الأخير، في مشهد مؤثر.