مازالت الانتخابات التشريعية والجماعية بعيدة، إذ مازال عام ونصف تقريبا، غير أنها باتت قريبة بالنسبة لأحزاب الأغلبية الثلاثة التي تريد البقاء في قيادة الحكومة.
البام.. لمّ الشمل أولا
بدأ حزب الأصالة والمعاصرة، استهداف الانتخابات المقبلة برص صفوفه، حيث إن أوضاعه الداخلية غير مستقرة بسبب الضربات التي تلقاها في السنوات الاخيرة، والمتعلقة أساسا بالملفات القضائية التي تورط فيها أكثر من قيادي بالحزب. بل حتى قيادته الثلاثية اهتزت على وقع عزل صلاح الدين أبو الغالي.
وفي هذا الصدد، يقول الباحث في التواصل السياسي بجامعة محمد الخامس، أحمد سعيدي، إن قيادة البام ظلت تراهن منذ مدة على تحسين تلك الصورة الملتصقة به، صورة حزب يضم أعضاء متورطين ومتابعين في كل ما له علاقة بالفساد.
ويرى سعيدي، في تصريحه لموقع الأنباء تيفي، أن لقاء مراكش بمنزل المنصوري، والذي شهد حضور هشام المهاجري البرلماني السابق “الشرس” المغضوب عليه من طرف عبد اللطيف وهبي، هو لقاء أظهر نوايا الباميين، بأنهم يستعدون للانتخابات انطلاقا من إصلاح البيت البامي المتشقق.
وفي نظره، فإن ما سيشفع للبام، كما للاستقلاليين والتجمعيين، هو أنهم ضمن أغلبية “مسيطرة” اتفقت على التعاون والتنسيق وكل طرف يريد البقاء في الحكومة، وأن التغيير إن كان سيحدث فهو تغير ترتيب هذه الأحزاب داخل الحكومة.
وفي لقاء الباميين، أشار مهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية، إلى أن هناك لقاءات أخرى قادمة تسعى إلى تقوية جسور التواصل بين قيادة الحزب والمنتخبين.
ويريد البام المراهنة على المهاجري، وغيره من بعض أعضاء الحزب، خلال الانتخابات القادمة، لأن لهم كتلة انتخابية يحتاجها البام أكثر من أي وقت مضى.
الاستقلال.. التلويح بمشاريع الدولة
بدا واضحا، أن الاستقلاليين انطلقوا بدورهم في الاستعداد المبكر للانتخابات، حيث لم يخف أمينهم العام نزار بركة ما يطمح إليه الحزب في لقاء بالعرائش اليوم السبت.
سعيدي قال إن بركة، ومن خلال اللجنة التنفيذية للحزب، والتي حرص على ولائها له وولائها لأعيان الحزب، أكد أكثر من مرة أن الهدف هو تصدر المشهد الحزبي في انتخابات 2026.
ولاحظ، كيف أن بركة لا يكف عن الدفاع عما قامت به الحكومة فيما يتعلق بالقطاع الذي يديره، والمرتبط بحاجيات المواطنين من المياه.
واعتبر أنها إشارات استقلالية إلى أنه من أجل استكمال هذه المشاريع يتوجب الاستمرار في الحكومة.
التجمع الوطني.. رهان تواصل جديد
إذا كان البام والاستقلال قد بدآ في الاستعداد لانتخابات 2026 بهذه اللقاءات، فإن التجمع الوطني للأحرار قريب من ذلك أيضا.
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر موثوقة أن التجمعيين يستعدون لوضع خطة تواصلية جديدة، على غرار برنامج “100 يوم 100 مدينة”.
ويستعد فريق عمل رئاسة الحكومة لعرض مخطط للتواصل ظل يشتغل عليه قبل شهرين تقريبا، يضم الخطوط العريضة في ما يتعلق بالتواصل خصوصا في ظل الملاحظات التي سجلت عليه سابقا في هذا الصدد.
في هذا السياق، أبرز الباحث في التواصل السياسي أحمد سعيدي أن هناك شبه يقين لدى أكثر من قيادي تجمعي بأن الحزب سيبقى في رئاسة الحكومة، لكن بوجوه جديدة، وأن ما يقوي حظوظه هو المشاريع التي خططت لها الحكومة لكي تنتهي أو تبدأ في 2026.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...