جدد المغرب، على لسان سفيره وممثله الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، التزامه الراسخ بقيم السلام والتعايش، وذلك خلال مداخلة ألقاها، يوم الاثنين، في حدث رفيع المستوى نظمته البعثة الدائمة للمغرب بالأمم المتحدة بشراكة مع المكتب الأممي المعني بمنع الإبادة الجماعية، تخليداً لليوم الدولي الرابع لمكافحة خطاب الكراهية، الذي نُظم هذه السنة تحت شعار: “الصلة بين خطاب الكراهية والذكاء الاصطناعي”.
وأكد هلال أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة للملك محمد السادس، ينتهج مقاربة شاملة متعددة الأبعاد للتصدي لخطاب الكراهية، تجمع بين التأطير القانوني، والإشراف المؤسساتي، والمواءمة الأخلاقية، إلى جانب البرامج التربوية وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، مع الحفاظ على الحياة الخاصة وحقوق الإنسان والثقة الرقمية.
وأشار السفير إلى مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المؤتمر البرلماني الدولي حول حوار الأديان المنعقد في يونيو 2023، والتي أكد فيها أن “الصورة القاتمة التي يعيشها العالم اليوم بخصوص صراع المعتقدات لا يمكن أن تحجب الجوانب الإيجابية والمبادرات المضيئة التي تعزز التواصل وترسخ قيم التفاهم والتسامح”.
كما سلط هلال الضوء على المبادرات الأممية التي كانت المملكة في طليعة المساهمين فيها، وعلى رأسها “خطة عمل الرباط”، و”خطة عمل فاس”، و”استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية”، إضافة إلى القرار الأممي رقم 75/309، الذي تم اعتماده بالإجماع في يوليوز 2021، بمبادرة مغربية، والذي أقر يوم 18 يونيو يوماً دولياً لمناهضة خطاب الكراهية.
وشهد الحدث مداخلات بارزة، من بينها رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا إلى بناء شراكات متعددة لمواجهة خطابات الكراهية، مؤكداً أن “مجابهة الخطاب السام تتطلب رسائل إيجابية وتمكين المجتمعات من الوعي والرفض والتصدي له”.
من جهته، شدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، على أن خطاب الكراهية “انتهك عبر التاريخ القيم الكونية وأدى إلى ارتكاب فظائع”، مشيداً بدور الأمم المتحدة في توحيد الجهود لمكافحته.
كما نوه الممثل السامي لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، بدور المغرب في الدفاع عن الحوار بين الأديان والتعايش الثقافي، مذكراً بأن المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات، المنعقد بمدينة فاس، كان بمثابة نموذج حي للتنوع الحضاري.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...