انطلقت بمدينة الداخلة، اليوم الجمعة، فعاليات لقاء دولي نظمته اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، تحت شعار “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام”، بمشاركة فاعلين وطنيين ودوليين في مجال الإعلام والتربية الإعلامية.
افتتح يونس مجاهد، رئيس اللجنة المنظمة، اللقاء بالتأكيد على أن التحولات التكنولوجية المتسارعة أحدثت تأثيرات عميقة على منظومة الصحافة والمجتمع ككل، معتبرا أن التحدي اليوم لم يعد فقط في تلقي الأخبار، بل في إنتاجها من قبل الجمهور، وهو ما يفرض ـ حسب تعبيره ـ الحاجة إلى مواجهة ظواهر مثل صحافة التضليل وسوء استخدام الوسائط الرقمية.
وأوضح مجاهد، أن التقدم التكنولوجي، وإن ساهم في دعم حرية التعبير، فقد رافقته آثار سلبية، من بينها إضعاف الصحافة الورقية، وتعزيز منابر الإثارة والمعلومات الزائفة، مما تسبب في تهديد حقيقي لقيم المهنة وأدوارها المجتمعية، لافتا إلى أن منطق الربح التجاري طغى على الرسالة الإعلامية ذات البعد التوعوي.
وسجل المتحدث أهمية بناء منظومة متكاملة توفق بين أخلاقيات الجودة الصحفية والتربية الإعلامية، بهدف تمكين المجتمع من التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام الحديثة، وتحقيق توازن بين الحرية والمصداقية.
بدوره، شدد مولاي بوتال لمباركي، نائب رئيس مجلس جهة الداخلة–وادي الذهب، على ضرورة تعزيز إعلام مهني مسؤول وتربية إعلامية راسخة، قادرة على تحصين الأجيال الجديدة ضد التضليل، ومساعدتها على التمييز بين المعلومة الموثوقة والزائفة، خاصة في ظل ثورة رقمية متسارعة تجعل من المواطن عرضة لكم هائل من المعطيات.
وأوضح أن الأخبار الزائفة تسهم في إضعاف الثقة العامة، وتغذية الانقسام، وتهديد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، داعيا إلى جعل التربية الإعلامية الأخلاقية خيارا استراتيجيا لبناء وعي نقدي ومشاركة مواطِنة فعالة.
وشهد اللقاء مداخلات لوفود أجنبية، من بينها الإعلامي البيروفي ريكاردو سانشيز، الذي عبّر عن دعمه لمبادرة الحكم الذاتي كحل جدي للنزاع المفتعل حول الصحراء، منوها بـ”الزخم الدولي المتزايد حول الموقف المغربي”، ومحذرا من حملات التضليل التي تستخدمها بعض الجهات للطعن في السيادة الوطنية للمغرب.
من جانبه، أكد الإعلامي الإسباني فرناندث أريباس أن مخطط الحكم الذاتي يظل الحل الوحيد والمنطقي لقضية الصحراء، كاشفاً عن تعرضه لهجمات في بلاده نتيجة تمسكه بمعالجة إعلامية واقعية للنزاع، في ظل تزايد تأثير منصات التواصل الاجتماعي في بث معلومات مغلوطة.
ويأتي هذا اللقاء ليكرس تقاطعات الإعلام والتربية، باعتبارهما خط دفاع أساسي أمام تحديات عصر المعلومة المفتوحة والتضليل الرقمي، ويؤسس لوعي جديد يقوم على المهنية، النقد، والمسؤولية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...