جدد كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر حجيرة ، بالعاصمة السنغالية دكار، تأكيد المغرب على انخراطه التام في دعم جهود الدول الإفريقية لتعزيز سيادتها الطاقية، معربا عن استعداد المملكة لتقاسم تجربتها الرائدة في مجال التزويد بالكهرباء وتطوير الطاقات المتجددة.
وخلال افتتاح المعرض المتنقل للكونفدرالية الإفريقية للكهرباء والطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، الذي ينظم من فاتح إلى 3 يوليوز بدكار، أبرز حجيرة أن المغرب ينهج سياسة طاقية مندمجة تقوم على مبادئ التعاون الفعال والتضامن، وفقا للتوجيهات الملكية السامية التي تجعل من التعاون جنوب-جنوب خيارا استراتيجيا يخدم المصالح المشتركة ويعزز روح الأخوة الإفريقية.
وأكد المسؤول الحكومي، أن ضمان الولوج الشامل للكهرباء يمثل تحديا عالميا وأولوية قصوى في إفريقيا، مشددا على أن قطاع الطاقة يشكل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وللسيادة الوطنية.
وفي السياق ذاته، أوضح حجيرة أن القارة الإفريقية تتوفر على إمكانيات هائلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الطاقي، بل ولديها القدرة على تصدير الفائض، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف يستدعي تعزيز التعاون الإفريقي جنوب-جنوب وخلق اقتصاديات الحجم بهدف تموقع أفضل للقارة ضمن سلاسل القيمة العالمية.
كما اعتبر أن تفعيل منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية يعد رافعة رئيسية لتطوير سلاسل القيمة الإقليمية، خاصة في مجالات الكهرباء والطاقات المتجددة، من خلال تسهيل الاستثمارات ورفع الحواجز التجارية وتعزيز التقارب التنظيمي والتقني.
وأشاد حجيرة بجودة تنظيم المعرض الذي أصبح محطة قارية بارزة في أجندة الفاعلين في المجال الطاقي، لما يوفره من فرص لتبادل الخبرات وبناء الشراكات وتعزيز التعاون بين الفاعلين العموميين والخواص.
من جانبه، أبرز سفير المغرب بالسنغال، حسن الناصري، أن الكهرباء ليست فقط بنية تحتية حيوية، بل تعد أداة استراتيجية للتنمية ومحرك للتصنيع والإدماج الاجتماعي، مضيفا أن العجز الكهربائي لا يزال يمسّ قرابة 600 مليون إفريقي، أي ما يعادل 43% من سكان القارة.
وأشار إلى أن المغرب يعتمد سياسة طاقية طموحة موجهة نحو إفريقيا، تتجسد من خلال حضور قوي لأزيد من 40 مقاولة مغربية في هذا المعرض، تعبيرا عن التزام المملكة الدائم بالتعاون جنوب-جنوب المثمر.
كما ذكر الناصري بمشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي الذي يصبو إلى تعزيز الأمن الطاقي والربط الكهربائي بين الدول الإفريقية، ودعم الاندماج الاقتصادي والصناعي للقارة.
من جهته، أكد كاتب الدولة السنغالي المكلف بتنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة، إبراهيما ثيام، أهمية المعرض باعتباره منصة لمناقشة التحديات المتعلقة بالسيادة الطاقية، لاسيما في ظل معاناة القارة من ضعف التزويد بالكهرباء، وارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبات التوزيع.
ويشار إلى أن المعرض المتنقل سبق أن احتضنته مدن إفريقية كبرى كـ الدار البيضاء ونيامي وأبيدجان وياوندي، ويعرف هذه السنة مشاركة حوالي 80 عارضا من 20 دولة إفريقية، واستقطاب نحو 2000 زائر من المهنيين والمستثمرين وصناع القرار، بهدف تعزيز التعاون القاري في مجال الطاقة وتطوير الربط الكهربائي القاري.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...