في خطوة احترازية تزامنا مع تنامي حركة السفر نحو المغرب، خصوصا مع اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا، أصدرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية توجيها جديدا إلى كافة المديريات الجهوية والإقليمية، إضافة إلى مصالح المستشفيات، يتعلق بتحديث البروتوكول الوطني للتعامل مع حالات “الملاريا الوافدة”.
وحذر الوزير أمين التهراوي، في مراسلته الرسمية، من أن هذا المرض الطفيلي ما يزال يعد من بين الأوبئة الأكثر تفشيا عالميا، مشيرا إلى أن إفريقيا جنوب الصحراء تتحمل العبء الأكبر بنسبة تتجاوز 94% من الإصابات المسجلة سنويا.
وأوضح الوزير، أن الوقاية تبقى السلاح الأهم للحد من انتقال الملاريا، خصوصا في صفوف المسافرين، مبرزا أن غالبية الحالات المسجلة عبر العالم تعود لأشخاص لم يتبعوا التعليمات الوقائية أو تعاملوا معها بتهاون.
وعلى الرغم من حصول المغرب سنة 2010 على تصنيف “بلد خالٍ من الملاريا” من طرف منظمة الصحة العالمية، إلا أن المملكة ما تزال تسجل سنويا حوالي 550 حالة واردة، يعود أغلبها إلى مغاربة وأجانب قادمين من دول إفريقية موبوءة.
وبشأن العلاجات الموصى بها حاليًا، شددت وزارة الصحة على اعتماد دواءين فقط، هما “أتوفاكون-بروجوانيل” و”السيكلينات”، لفعاليتهما وتراجع أعراضهما الجانبية مقارنة بأدوية مثل “الميفلوكين” و”الكلوروكين”، التي لم تعد تعتمد بسبب ارتباطها بآثار عصبية ونفسية، وظهور مقاومة متزايدة ضدها في عدد من المناطق.
وأوصى الوزير بضرورة تكثيف الحملات التوعوية لفائدة المسافرين المتوجهين إلى وجهات معروفة بانتشار المرض، مؤكداعلى أهمية تعزيز وعيهم بمخاطر العدوى وسبل الوقاية منها.
من جهة أخرى، اثيرت تساؤلات متزايدة بشأن مدى جاهزية السلطات المغربية للتعاطي مع أي مخاطر صحية محتملة، خصوصًا مع التوافد المتوقع لجماهير إفريقية كبيرة خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، إلى جانب استمرار تدفقات المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء واستقرارهم داخل أحياء مكتظة في عدد من المدن.
وفي ظل هذا السياق، ينتظر من الجهات المختصة اتخاذ إجراءات احترازية استباقية لتفادي أي تفش محتمل للملاريا، وتفادي تحول الحالات الوافدة إلى مصدر عدوى داخلي، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي قد تسهم في بروز ظروف مواتية لانتقال المرض داخل البلاد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...