اعتبر سمير بنيس، الباحث المغربي والمستشار السياسي المقيم بأمريكا، أن الاتصال الذي جرى بين ناصر وبوريطة وزير الخارجية ونظيره الأمريكي، صدم “كل من كان يمني النفس بان تقوم الادارة الامريكية بالتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء”، مضيفا أنه عليه الآن أن يرضخ للواقع.
وأضاف في تدوينة له أن “ما يظهر من خلال البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية هو ان ادارة الرئيس بايدن لا تفكر في إعطاء الجزائر واسبانيا هدية من خلال سحب اعترافها بمغربية الصحراء. وحتى وإن لم يتم ذكر هذا الملف في البيان، فإن بلينكن يثني على الاتفاق الموقع بين إسرائيل والمغرب وإن يؤكد أنه سيأتي بنتائج ايجابية للبلدين، فذلك يعني بشكل ضمني أن الإدارة الأمريكية ملتزمة بالاتفاق الثلاثي الموقع بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل في شهر ديسمبر الماضي”.
كما يعني، بحسب المصدر ذاته، أن الولايات المتحدة لا تفكر في التراجع عن اعترافها بمغربية الصحراء، وأضاف: “كنت أكدت في العديد من المقالات أنه بالإضافة لنوعية العلاقات التي تجمع بين المغرب وأمريكا ولكون المغرب يعتبر من بين البلدان القليلة التي تعتبرها واشنطن أكبر حليف خارج حلف الناتو ومصالح هذه الأخيرة في شمال افريقيا وافريقيا الجنوب ونظرا للمواقف الشخصية للرئيس بايدن الداعمة بشكل غير مشروط لأمن إسرائيل، فمن المستبعد جدا أن يتراجع عن قرار الاعتراف”.
وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكين أجرى اتصالا مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أشار فيه بلينكين إلى العلاقة الثنائية طويلة الأمد والمتبادلة المنفعة القائمة على القيم والمصالح المشتركة في السلام والأمن والازدهار الإقليمي.
وأبرز بلاغ للخارجية الأمريكية أن الوزير رحّب بالخطوات المغربية لتحسين العلاقات مع إسرائيل، مشددا على أن العلاقة المغربية الإسرائيلية ستحقق فوائد طويلة الأمد للبلدين.
كما ناقش الطرفان الفرص المتاحة لزيادة التعاون في إفريقيا لتعزيز الازدهار الاقتصادي والاستقرار، وسلط الوزير الضوء على دور المغرب الرئيسي في تعزيز الاستقرار في منطقة الساحل وليبيا.
وتناول الاتصال، أيضا، الإصلاحات بعيدة المدى للملك محمد السادس على مدى العقدين الماضيين، وشجع الوزير المغرب على مواصلة تنفيذ هذه الإصلاحات وإعادة تأكيد التزامه بحماية وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وأشاد الوزير الأمريكي بـ”قيادة الملك محمد السادس في مكافحة تغير المناخ والاستثمار في الطاقة المتجددة وشجع المغرب على المساعدة في تعزيز النمو الاقتصادي الأخضر والتنمية في إفريقيا”.
وأشار الوزيران إلى أن هذا العام يصادف الذكرى المئوية الثانية لمنح مبنى المفوضية الأمريكية في طنجة للشعب الأمريكي من السلطان مولاي سليمان، وهو مثال على “الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد التي يخطط البلدان لإبرازها على مدار العام”.