أكد عباس الوردي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الأحداث المأساوية التي شهدتها مدينة مليلية المحتلة، الأسبوع الماضي، هي في الحقيقة إشكالية كبيرة تعترض الأمن الإقليمي والقاري. وأضاف الوردي في تصريح لجريدة “الأنباء تيفي”، أن الجزائر لها مصلحة في خلق متاعب جديدة وتأزيم العلاقات المغربية الإسبانية والأوروبية، بعد الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، مشيرًا إلى أن الطريقة التي تعامل بها مئات المهاجرين مع السلطات المغربية أثناء عملية الاقتحام، تدل على تورط الجزائر لتشويه سمعة المغرب، واستعمال ملف الهجرة لمحاولة النيل من المكاسب الدبلوماسية الكبيرة التي حققتها بلادنا في الآونة الأخيرة. وزاد المتحدث موضحاً، أن محاولة اقتحام سياج مليلية بتلك الطريقة الهمجية والعنيفة من قبل المهاجرين، كان مخططا له من طرف النظام الجزائري، من خلال طرد المهاجرين من فوق ترابها وتمكينهم من العبور عبر أراضيها، بهدف تأجيج الأزمة بين المغرب وإسبانيا، التي لا طالما أشادت بدور المغرب في مكافحة الهجرة السرية. وبيّن أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن النظام الجزائري اختار هذا الوقت الزمني بالذات الذي يوجد فيه تقارب مثالي بين الرباط ومدريد، لمحاولة تعكير صفو العلاقات الاسبانية المغربية. ورأى الوردي أن الجزائر تسرّعت كعادتها من خلال حبك مجموعة من القصص وتوجيه مجموعة من الاتهامات غير مقبولة، عقب أحداث مليلية المأساوية، حيث لجأت الجارة الشرقية إلى تأجيج المهاجرين واللعب بهم ونشر فيديوهات مفبركة، وبطريقة سريعة جدا، الأمر الذي يدل على أن هناك مكائد تقوم بحبكها المؤسسة العسكرية الجزائرية. على حد تعبيره. وأردف الأستاذ الجامعي، أن هذا التصرف الجزائري، “سيؤزم من وضعيتها وسيضعها في خانة الدول التي تعبث بالأمن والسلم الدوليين، خاصة على المستوى الإقليمي”. واستطرد الخبير السياسي أن “المنتظم الدولي سيقول كلمته بهذا الشأن، لأن المهاجرين ليسوا لعبة في أيادي العسكر الجزائري لكي يستعين بهم من أجل خدمة أجندته المعادية للمغرب”. لافتاً أن التحقيق الدولي “سيثبت لا محالة تورط الجزائر وخاصة المؤسسة العسكرية الجزائرية في هذه الأحداث المأساوية”. وكانت آخر حصيلة لمحاولة العبور بالقوة، أشارت إلى تسجيل 23 حالة وفاة من بين المهاجرين غير الشرعيين وإصابة 140 من أفراد القوات العمومية بجروح متفاوتة. وقد عرفت استخدام عنف غير مسبوق من قبل مرشحي الهجرة غير الشرعية في وجه عناصر قوات الأمن، الذين تدخلوا بمهنية وفي ظل احترام القوانين الجاري بها العمل. وأبدى هؤلاء المرشحون للهجرة غير الشرعية، الذين كانوا مسلحين بالحجارة والهراوات والأدوات الحادة، مقاومة عنيفة لقوات الأمن، الذين تعبئوا لمنعهم من عبور السياج، كما تظهر ذلك الصور ومقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي منذ يوم الجمعة الماضي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...