أرجأ المخرج محمد عبد الرحمن التازي تصوير شريطه السينمائي الجديد “فاطمة سلطانة لا تُنسى”، الذي تتمحور أحداثه حول عالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، إلى أجل غير مسمى بسبب جائحة فيروس “كورونا”.
وأوضح التازي أنّه اضطر إلى تأجيل تصوير الفيلم السينمائي، الذي كان مقرراً بإقليم زاكورة، تفعيلا للإجراءات الاحترازية التّي تنهجها البلاد من أجل الحدّ من انتشار وباء كورونا، مشيراً إلى أنّ “فريق العمل وضع جل اللمسات استعداداً لمرحلة التصوير التّي كان من المزمع انطلاقها قبل شهر رمضان”.
وقال التازي إن “الفيلم يضم ممثلين من أجيال مُختلفة، لا سيما أنّه يتناول جوانب مُتعددة من حياة الراحلة فاطمة المرنيسي، ويسلط الضوء على هذه الشخصية العلمية التّي بصمت الساحة الثقافية المغربية والعربية بأعمال قيمة”، وكشف أنّ كتابة هذا العمل تطلبت سنة ونيف.
ويُسلط العمل السينمائي “فاطمة سلطانة لا تُنسى”، حسب بيان صادر عن فريق العمل، الضوء على إسهامات عالمة الاجتماع المغربية، ومُقاربتها لمكانة المرأة ووظيفتها من خلال نقد الأدبيات الفقهية، وتوظيف أبحاثها الفكرية والاجتماعية لخدمة قضية تحرير المرأة.
إلى جانب ذلك، يتناول الفيلم الأعمال التّي قامت بها الكاتبة والباحثة الاجتماعية، لا سيما أن التازي يسعى إلى البحث في التراث والشخصيات المغربية، سواء في الميدان السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي.
وكانت فاطمة المرنيسي من القليلات اللواتي حظين بحق التعليم في عهد الاحتلال الفرنسي، وواصلت مسارها التعليمي في الرباط قبل أن تنتقل إلى فرنسا ثم إلى أمريكا لاستكمال تكوينها.
واهتمت كتاباتها بالإسلام والمرأة وبحقوق النساء؛ إذ تصدت بجرأة للقضايا الفكرية والسوسيولوجية المتصلة بهذه المواضيع، وعملت باحثة بالمعهد القومي للبحث العلمي بالرباط، وبكلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة محمد الخامس بالرباط)، وكانت عضوا في مجلس جامعة الأمم المتحدة.
واستطاعت فاطمة المرنيسي معالجة مشكلة المرأة بجرأة العالمة الصبورة؛ إذ وقفت بشجاعة في وجه حجاب العقل، واعتمدت آراء وأفكارا وتغييرات واستنتاجات قائمة على المصادر التراثية، وعلى الأطروحات العلمية، وهو ما جعل منها كاتبة متميزة ومتفردة تطرح آراء فكرية مختلفة ومغايرة أثارت وما تزال جدلا ونقاشا حادين داخل الأوساط العربية والدولية على السواء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...