احتضنت مدينة مكناس، أمس السبت ندوة فكرية، حول موضوع “أي أفاق لتطوير الدراما التلفزية بالمغرب.. رؤى متقاطعة؟، ضمن فعاليات الدورة 13 لمهرجان مكناس للدراما التلفزية، التي انطلقت أمس، وحتى الثلاثاء المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقد شكلت هذه الندوة الأكاديمية، فضاء للنقاش والحوار، حيث جرى طرح عدة توصيات، من قبل عدد من المسؤولين والمهنيين، وصناع الدراما، نظمت ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ من اﻟﺸـﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺذاﻋﺔ والتلفزة.
وشارك في هذا المنتدى الفكري، الذي عرف تقديم مداخلات مهمة ورصينة، كل من عبد الرحمان امزلوك من القناة الثانية، وصباح بنداود، والإعلامي والناقد احمد ردسي، فضلا عن محمد خوي.
وأجمعت مختلف التدخلات، على الأهمية القصوى التي أصبحت تعرفها الدراما الوطنية، مقارنة مع السنوات الماضية، وذلك بفضل الجهود المبذولة من قبل اﻟﺸـﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺذاﻋﺔ والتلفزة، وشركات الإنتاج، وعدد من المهنيين والفنانين والمخرجين.
بدوره تطرق محمد خوي، إلى عدد من النقط التي همت الصناعة التفزيونية وتحولها التدريجي خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أثر بشكل إيجابي على الدراما الوطنية، فضلا عن القيمة المالية المرصودة لها، مع استحضار التراكمات، داعيا إلى النهوض بها من شتى النواحي.
من جانبه، تحدث أحمد ردسي عن تراكمات الدراما المغربية طيلة 20 سنة، والإنتاحات الوطنية في ظل عدد من الصعوبات والإكراهات، وتعاطيها مع الكثير من القضايا الراهنة، التي تثير النقاش كقضايا المخدرات والتسول وزنا المحارم، والامهات العازيات، كشكل من اشكال الصور المصغرة للمجتمع.
كما ركز ردسي، على الحضور المهم للمرأة المغربية في الدراما الوطنية، وأيضا المرأة المبدعة، مع إبراز خصوصيات وهوية العديد من المدن والفضاءات والتعريف بها كطنجة وأصيلة وأزيلال غيرها.
وأكد ردسي، على أن الدراما المغربية، فرضت نفسها مع وجوه جديدة، وكفاءات عالية في التشخيص، وهو ما يثير نوعا من الجاذبية والتأثير على المتلقي، في الداخل والخارج، في ظل التحولات الرقمية.
وطرح ردسي بالمناسبة، تساؤلات عدة، حول أهمية انتاج 30 حلقة بدل النصف او عشر حلقات مثلا، وموضوع طلبات العروض، وأزمة كتابة السيناريو والتمويل والإشهار ودفاتر التحملات.
أما عبد الرحمان أمزلوك، فقد أشار في تدخله إلى عدد من النقط التي همت، تاريخ القناة الثانية، منذ انطلاقها، في رابع مارس 1989، وتحولها سنة 1996، كاشفا عن أول عمل درامي أنتجته القناة سنة 1999 بعنوان “عيش نهار تسمع خبار”، ثم انتقال التجربة، إلى إنتاج أفلام، من قبل عدة مخرجين، كداوود أولاد السيد، وحسن بنجلون، وحكيم النوري، وسيت كوم “لالة فاطمة”.
كما تطرق أمزلوك، إلى الاشتغال على أعمال درامية تراثية وبوليسية، والتعاون مع نفس الشركات الاحترافية والتطور التقني والفني، وتطور الكم والكيف، وطلب الجمهور، إضافة إلى ورش الاشتغال على على السيناريو والاستثمار في المحتوى، وإعطاء فرصة للشباب، والتكوين والتسويق ومنصات الفرجة.
أما صباح بنداود، فأشارت إلى أهمية الرواد في تطور الدراما الوطنية، التي مثلها عدد من الوجوه منذ تاريخ الفرقة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، وإلى تاريخ الدراما الوطنية طيلة 20 سنة، مؤكدة على ضرورة تدخل شركات الإنتاج لإنجاز أعمال درامية في مستوى تطلعات الجمهور.
وأكدت بنداود، أن الإعلام العمومي يشكل صلة وصل بين الجمهور والمبدع، وأن المواكبة وعنصر الكتابة يظلان عنصرا مهمان في نجاح وتطور الدراما الوطنية، مبرزة أن التلفزيون خلق لكي يكون قريبا من المجتمع.
ونفت وجود أزمة سيناريو كما يقول البعض، معللة ذلك، وبوجود قدرة على الكتابة والإبداع، مطالبة بضرورة الاهتمام بالكتاب واحتضانهم لتطوير ملكتهم الإبداعية حتى يعطوا الأجمل وهم قادرين على ذلك، بهدف تطوير الإنتاجات الدرامية الوطنية، ومنافساتها لباقي الإنتاجات الأجنبية.
يشار إلى أن هذه التظاهرة الفنية، التي تنظمها جمعية العرض الحر، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومجلس جهة فاس مكناس، وجماعة مكناس، والتعاون مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والقناة الثانية، شهدت أمس تكريم كل من الفنانين المقتدرين سعاد خيي ومحمد الناجي، كما تعرف هذه الدورة، التي حضرها فيض من النجوم والممثلين وصناع الدراما، مسابقات، للأفلام، والمسلسلات والسلسلات الكوميدية، تحت إشراف لجان تحكيم متخصصة، في أفق الاحتفاء وتكريم الإنتاجات الوطنية المتميزة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...