يبدو أن حزب التقدم والاشتراكية يعيش على وقع اختلافات داخلية عميقة وهو المُقبل على مؤتمره الوطني الـ 11 في نونبر القادم، حيث مازالت الرّدود والتّفاعلات مُستمرة داخل حزب علي يعتة رغم خرجة الأمين العام نبيل بنعبد الله أمس الأربعاء في ندوة صحفية نُظمت بالمقر المركزي للحزب، والتي قدّم فيها خطابا تطمينيّا لقواعد الحزب وللرأي العام الوطني.
وفي هذا الصدد، أكد عز الدين العمارتي، عضو المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية والمنسق الوطني لمبادرة “سنواصل الطريق”، أن حزب التقدم والاشتراكية “ليس بخير”، مشيرا إلى أن خطاب الأمين العام نبيل بنعبد الله “خطاب تسويقي، وأن المؤتمر الوطني المُقبل فصل على المقاس، حيث أوجد الأمين العام الأرضية لترشيحه لولاية أخرى من خلال اخضاع أعضاء الحزب في الداخل، واقصاء الأطر المخالفة”.
وشدد العمارتي، في حديثه لـ “الأنباء تيفي”، على أن هذه المسلكيات “لا تمت بالديمقراطية بصلة، حيث عمد الأمين العام إلى تغيير التركيبة البشرية للحزب على مستوى الفروع والمؤتمر، مع اخضاعهم لتوجّه يجعلهم يُرشحونه مرة أخرى، فالواقع في واد وكلامه في واد آخر”، مبينا أن الحزب “ليس بخير، حيث فقد العديد من أطره الشابة والمخضرمة، كما تم ابعادهم، حيث يُوجد أغلبهم خارج التنظيم لأسباب مختلفة”.
وعكس ما أكده الأمين العام في ندوته الصّحفية، حول وجود التفاف جماعي حول القيادة الحالية والتّوجه للمؤتمر المقبل بنفس تجميعي، أوضح العمارتي أن بنعبد الله “يكذب على الرأي العام، فالذين يعرفون تفاصيل الحزب يدركون جيدا أن الأمين العام يقوم بالتّضليل وتزوير الحقائق، فالمؤتمر تم تفصيله لكي يرشحه لولاية رابعة ضدا في الديمقراطية وفي التّشبيب”.
وفي نفس السّياق، أفاد المتحدث ذاته، أن نبيل بنعبد الله لم يعُد “شخصية للتجميع، فهو شخصية للتّشتيت واستنزاف أطر الحزب”، داعيا الأمين العام إلى اعلانه بصراحة “عدم التّقدم لولاية رابعة وان تم ترشيحه، كما مولاي إسماعيل العلوي في 2010 لمّا أعلن أنه لن يترشح فكان ذلك، رغم أن أغلب المُؤتمرين طلبوا منه الترشح مرة أخرى وهو في أوج العطاء”.
وبيّن العمَارتي أنه ليس بالضرورة أن نرشح فلان بالأغلبية ونُصفق له، فهذا الأمر “غير صحي ولا يبشر بالخير، بل يجب أن نتنافس في إطار الدّيمقراطية وفي إطار التّصويت، فالنتيجة التي حصل عليها الرفيق نبيل بنعبد الله نفسه في 2010 كانت متقاربة مع الرفيق سعيد السعدي، ورغم ذلك استمر الحزب”.
واستدرك المتحدث ذاته بالقول:”لكن طريقة التدبير الحالي للأمين العام أحادية تركت أطرا فاعلة كثيرة في الحزب خارج مؤسساته، في محطة تاريخية المفروض فيها تجميع الطّاقات بشكل حقيقي وبنفس ديمقراطي”.
في سياق آخر، أشار المُنسق الوطني لمبادرة “سنواصل الطريق” إلى العلاقة التي تجمعهم مع “تيار قادمون”، الذي يناضل بدوره داخل الحزب، وهي العلاقة التي “ليس فيها حماس للتعاون المشترك والتنسيق بين التيارين”، مبينا أن تيار “سنواصل الطريق” يشتغل من أجل قصد واحد وغاية واحدة مبنية على “قناعات تَهُم اصلاح ما يمكن اصلاحه داخل الحزب، وفق برنامج نضالي واضح المعالم، ويدنا ممدودة للجميع بما فيها الأمين العام، فهدفنا ترميم الحزب وقضيتنا أكبر من أن تُشخصن”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...