انتهت أشغال القمة العربية التي عقدت بالجزائر أيام 1و2 نونبر الجاري، بإصدار بيان ختامي “اعلان الجزائر”، الذي عرض أبرز الرهانات، كما أكد على بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة العربية، فيما أحاط بالتّحديات التي تواجه هذه البلدان داخليا وخارجيا، خاصة منها تلك المُتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي، والتّهديد الإيراني وغيرها.
الحضور المغربي في القمة أحيط بالكثير من النّقاش والاهتمام العربي، خاصة مع توتر العلاقات مع الجزائر البلد المُضيف، والذي ازدادت حدته منذ نزول الوفد المغربي لحضور اللقاء التّحضيري لوزراء الخارجية قبل انطلاق الجلسة الأولى يوم 1 نونبر 2022، وكان رهان المغرب في أول اجتماع له هو الدفاع عن أولويات دبلوماسية، خاصة منها تلك المُتعلقة بالدّور المحوري للمغرب في القضية الفلسطينية والتهديد الإيراني بالتدخل في المنطقة العربية وغيرها.
في هذا الصّدد، قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن حضور المغرب في القمة العربية “كان إيجابيا”، وانسجم سعيه في بعض القضايا ذات الأولوية الدبلوماسية مع ما جاء في البيان الختامي للقمة العربية، خاصة فيما يتعلق بالوحدة الترابية وعدم التدخل المباشر في سيادة الدّول.
وأشار شيات، في تصريح لـ “الأنباء تيفي”، إلى أنه، وبغض النظر عن الابتزاز الجزائري، فإن المغرب كان حريصا على المشاركة الإيجابية في القمة؛ بل كان سيحضر الملك لولا أن تعذر عليه ذلك لسياقات إقليمية، حسب ما جاء في بلاغ للديوان الملكي.
وأوضح المتحدث ذاته، أن البيان الختامي يضم على الدوام قضايا راتبة معروفة وتدخل ضمن الأولويات الأساسية؛ وتتعلق بالتعاون العربي المشترك والقضية الفلسطينية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية ورهانات الديمقراطية وغيرها من الطموحات التي تدعو بيانات جميع القمم المنعقدة لإيجاد حلول لها.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن هذه القمة تُعتبر في الختام “شكلية، وهي في الختام فرصة للنقاش وإنتاج البلاغات والحديث والذي لا يوجد له أي أثر عملي في الواقع والممارسة”، مشيرا إلى أن هذه الطموحات والمساعي المرتبطة مثلا بسيادة الدول والتوافق العربي وحماية الحدود وغيرها “لا تنطبق حتى على الدولة التي استضافت القمة وهي الجزائر”.
وأكد شيات، أن الجزائر غايتها من القمة هو “الخروج من الانحصار الدبلوماسي الذي تعانيه، فحماسها المنقطع النظير مرتبط برغبتها في أن يكون لها تأثير إقليمي وعربي واسلامي”، ملفتا إلى أن ذلك “تحقق بشكل أو بآخر، لكن ليس بالشكل الذي تنتظره، فمن الممكن أن تكون القمة قد أخرجت الجزائر من عزلتها الدبلوماسية، لكن هذا يتناقض مع مساعيها الدائمة في إقامة جمهورية في الأقاليم الجنوبية للمغرب والسعي الحثيث للتعاون مع إيران وحزب الله”.
وخلص أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن وجود هذه القمّة يعتبر على الأقل طموحا من أجل الوحدة العربية، وهو أمر إيجابي بما يحمله ذلك من إرادة للتضامن العربي-العربي والتفكير الجماعي في إيجاد حلول ومخرجات لأزمات متعددة، والتوافق على أرضية مشتركة للعديد من التّحديات والرّهانات، لأن الوضع الحالي “لا يساعد بتاتا في تنفيذ الأفكار الواردة في البيان الختامي”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...