في غمرة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء العظيمة، يسترجع المغاربة أهم النضالات والملاحم الجهادية الخالدة التي خاضها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، د إلى جنب أبناء الشعب المغربي من أجل استكمال وحدتنا الترابية.
هي محطة مشرقة ومفصلية في تاريخ المملكة المغربية، مكنت الشعب المغربي من تحرير جزء من أراضيه السليبة، وتحقيق واستكمال وحدته الترابية، ووضع حد لنحو ثلاثة أرباع القرن من الاحتلال المرير لهذه الربوع العزيزة على أفئدة كل المغاربة.
وبهذه المناسبة العزيزة على جميع المغاربة، يستضيف موقع الأنباء تيفي، خالد شيات أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، الذي فتح لنا مزلاج باب تاريخ قضيتنا الوطنية والنجاحات الباهرة التي تم تحقيقها في إطار مسار سلمي دبلوماسي.
وفي هذا الصدد، قال خالد شيات، على أن المسار العام لقضية الصحراء المغربية، هو مسار إيجابي، مشيرا في تصريح لجريدة الأنباء المغربية، على أن البداية كانت أصعب مما نتواجد عليه اليوم، حيث قال على أن البداية كانت في مرحلة دولية مرتبطة بصراع شرق/غرب، وتموقع أعداء الوحدة الترابية مع المعسكر الشرقي، والدعم الكبير بالسلاح والديبلوماسية لتعزيز مواقع العدو ميدانيا وسياسيا على المستوى الدولي، مؤكدا أن ذلك تحقق مع كثير من المكاسب، خاصة على المستوى الدبلوماسي، بما فيها قبول الجمهورية الصحراوية بمنظمة الوحدة الأفريقية آنذاك، والتعاطف الذي كانت تحظى به من دول المعسكر الشرقي على غرار الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وكذا داخل مجموعة من الدول سواء كانت أوروبية أو بأمريكا الجنوبية، او بآسيا أو أفريقيا.
وأكد المتحدث، على أن المغرب تمكن من تجاوز هذه المرحلة، وأن يوقف هذا النزيف من خلال وقف مسار الحرب، بالاعتماد على الجدار الأمني، وصولا إلى المسارات السياسة التي توجت بطرح مقترح الحكم الذاتي.
وفي هذا الباب، أكد شيات على أن طرح هذا المقترح، يعتبر محورا من المحاور التي توجد في إطار الحلول السياسية التي تقترحها الأمم المتحدة في إطار مجلس الأمن. مشددا على أن هذا أمر مهم، لأنه حول هذه القضية إلى مسار سلمي دبلوماسي.
ومن زاوية أخرى، يضيف الخبير السياسي، على أنه بعد واقعة الݣرݣارات بالمغرب، وبعد الإدعاء بكون البوليساريو عادت إلى ما تسميه بالكفاح المسلح، ازدادت انتصارات الدبلوماسية المغربية، خاصة بعد فتح عدد من القنصليات بالأقاليم الحنوبية.
وحول ما تقوم به البوليساريو بخصوص قضية الصحراء المغربية، قال شيات على أن ما تفعله الجمهورية الوهمية، مجرد حرب تشكل فيها البوليساريو، الطرف الضعيف والمنهزم، ليست كما الحرب التي كانت تخوضها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
وفي المقابل، وصف خالد شيات، بما حققته دبلوماسية المغرب، بالمسار القوي، مشيرا إلى أن المملكة في مرحلة انتصار، والطرف الآخر في مرحلة جمود ومرحلة تساؤلات عميقة حول طبيعة الوجود..