نظمت الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات لقاء إعلاميا حول موضوع “الهجرة والاعلام: رؤى متقاطعة بين المغرب واسبانيا”، والذي كان فرصة لطرح الكثير من القضايا التي تهم الهجرة بين الضفتين سواء منها الهجرة النظامية أو غير النظامية، بكل أبعادها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية مع تسليط الضّوء على المقاربات الإعلامية في تناول هذه القضية.
وفي هذا الصدد، أكد صلاح الدين المعيزي، رئيس الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات، أن موضوع الهجرة بصفة عامة، وبالأخص بين اسبانيا والمغرب يعتبر موضوعا “شائكا، بالنظر لارتباطه بالسياسة الدبلوماسية للبلدين”.
وأضاف المعيزي، في اللقاء الإعلامي، الذي نظم اليوم الجمعة 11 نونبر 2022 بالرباط، أن قضايا الهجرة تتطلب اهتماما ومتابعة مع مواكبة صحافية مهنية من خلال مقاربة جديدة تعتمد على أخلاقيات المهنة والعمل الصحافي الجاد، بعيدا عن المقاربات النّمطية التي تعطي صورة سلبية عن الهجرة وتختصرها في الهجرة غير النظامية.
وأكد المتحدث ذاته، أن اللقاء الذي نظمته الشبكة، عقد من أجل مناقشة هذه القضايا بالذات من خلال التركيز على العمل الصحافي، وكيف يمكن تطويره من أجل إنجاز تحقيقات وتقارير حول هذه المواضيع وأيضا تقديم مبادرات صحافية ومشاركة هذه التجارب بيننا جميعا للاستفادة منها.
وأفاد المعيزي، ان اللقاء يتمحور بصفة عامة، حول التغطية الإعلامية للصحافة الاسبانية والمغربية لمواضيع الهجرة، سواء منهم المغاربة الذين يهاجرون ويستقرون بشكل مؤقت أو نهائي في اسبانيا، وأيضا الهجرة غير النظامية التي يتم من خلال البحث الدائم للولوج الى اسبانيا سواء من طرف المغاربة أو الأجانب.
من جهة أخرى، تحدث محمد زواق، مدير نشر موقع “يا بلادي”، عن الهجرة بين المغرب واسبانيا خاصة تلك التي تهم النساء اللواتي يشتغلن في ضيعات “الفريز” باسبانيا، إذ يتم معاملتهن معاملة غير إنسانية، مبينا كيف تتعامل الصحافة المغربية والاسبانية مع قضاياهن.
وشدد المتحدث ذاته، أن قضايا هؤلاء النسوة، وإن كانت تطرح من طرف الاعلام المغربي خاصة أثناء تعرضهن لبعض الاعتـ داءات التي وصلت للاغتـ صاب هذه 5 سنوات، فإن هناك تكتم للإعلام الاسباني حول هذه القضايا، إذ تكاد لا تثار إعلاميا في الوقت الذي تعتبر فيه قضايا في بلدان غربية أخرى كأمريكا وغيرها ذات حساسية وتحاط باهتمام كبير.
وبين زواق، أن موضوع المعاملة غير الإنسانية..، يجب أن يكون ضمن أولويات الاعلام من خلال مقاربة هذه القضايا وتسليط الضوء عليها والحديث عن وضعية النساء اللواتي يعملن في الضيعات، ليعرف الجميع ماذا يقع وأنهن يشتغلن في ظروف صعبة وغير إنسانية.
إلى ذلك، عرف اللقاء تفاعلا بين مجموعة من الفاعلين المدنيين والإعلاميين حول الموضوع من خلال طرح الكثير من الإشكالات التي تعيق الاشتغال في موضوع الهجرة باعتبار الانطباع الجماعي والنمطي الذي يرافق مقاربة هذه القضية ثم أيضا باعتباره موضوعا له علاقة بدبلوماسية البلدان وصورتها في الخارج مما يعقد الكثير من محاولات تقريب الصورة الحقيقية لأوضاع هؤلاء خاصة منهم في وضعية غير نظامية.
يذكر أن الشبكة المغربية لصحافيي الهجرة التي تأسست سنة 2018، تطمح حسب أرضيتها التأسيسية إلى خلق هيئة لرصد طرق تعاطي الإعلام المغربي والأجنبي مع قضايا الهجرات، وتعمل على تعزيز قدرات الأعضاء، عبر المشاركة وتنظيم التكوينات.
وتعمل الشبكة، التي ساهم مجموعة من الصحافيين على تأسيسها على العمل المُعمّق على التغطية الإعلامية لقضايا الهجرات واللجوء، مع بناء فضاء للنقاش، والتفكير، والتعاون، حول التيمات المعالجة لموضوع الهجرات، كما تسعى كذلك، إلى الدفاع عن حرية التعبير والولوج للمعلومة لدى مختلف الفاعلين العموميين في ميدان الهجرة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...