تابعونا على:
شريط الأخبار
تمارة.. سعود يندد بتأخر صرف الدعم المالي المخصص للجمعيات 3 أندية أوروبية رفضت التخلي عن لاعبيها لمنتخب الشبان المرضى النفسيون في المغرب.. أوضاع مقلقة وأرقام مفزعة نجم الرجاء ضمن اهتمامات فريق سعودي الرباط تحتضن فعاليات الدورة 3 من المنتدى الدولي للكيمياء مستشار ترامب يصدم أعداء الوطن بتصريح جديد حول الصحراء المغربية وزان يتوج بجائزة أفضل لاعب في “كان” تحت 17 سنة بلعروش يتوج بجائزة أفضل حارس في كأس أمم أفريقيا تحت 17 سنة مع تألق بلعروش..المغرب بطل كأس أمم أفريقيا تحت 17 سنة أزيد من 89 ألف شخص استفادوا من برامج ومبادرات OCP خلال 2024 الركراكي يتابع نهائي المغرب ومالي الدار البيضاء.. فتح بحث قضائي في وفاة شخص في ظروف مشبوهة أزولاي: الصويرة تجتاز مرحلة تاريخية بتدشين خط جوي مباشر مع الرباط ‏توقيع اتفاقية شراكة بين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والخطوط الملكية المغربية اختبار صعب لأشبال الأطلس أمام مالي في نهائي “الكان” نقل السلاح لإسرائيل عبر موانئ مغربية.. “ميرسك” تخرج عن صمتها الترخيص لجمهور الوداد بالسفر لأسفي “أولاد فشوش” يغادرون السجن إيقاف 70 شخصا بقلعة السراغنة لارتكابهم أفعال إجرامية مختلفة لقجع يدعم الفتيان قبل مواجهة مالي

24 ساعة

هل تُنقذ مبادرات للمُصَالحة "البيجيدي" من "النّزيف الصّامت"؟

15 نوفمبر 2022 - 22:39

يكاد يكون “التّجاذب” هو العنوان البارز الذي يُميّز الوضع الداخلي لحزب العدالة والتنمية، خاصة بعد فترة ما سمي بـ “البلوكاج” الحكومي في الفترة الحكومية السابقة بين تيارين (العُثماني/ بنكيران)، فيما تميزت المرحلة التي تلتها؛ أي بدء من تولي بنكيران للأمانة العامة بـ “النّزيف الصّامت”، والحقيقة الثابتة هي أن الوَضع الدّاخلي لحزب “البيجيدي” يَعرف تجاذبات سواء متفاعلة أو صامتة، تجعله في الختام قريب من وضعية “الانحباس التنظيمي”.

التّجاذب الدّاخلي

أكيد أن بروز هذا التّجاذب كان في أوج فترة ما سمي بـ “البلوكاج” الحكومي، حين دخل الحزب مُنعطفا تنظيميا صعبا بقبول تركيبة التحالف الحكومي التي أطلق عليها آنذاك تيار بنكيران وصف “حكومة الإهانة”، باعتبار أن قبول مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة هو “إهانة للحزب وتراجع عمّا دافع عنه بنكيران أثناء مفاوضات تشكيل حكومته الثانية”.

مرحلة “التّجاذب التفاعلي” اشتد لهيبها بالخصوص في فترة تولي العثماني للأمانة العامة ورئاسة الحكومة، بدأت بتوجيه العثماني نقدا قويا من على منصة المؤتمر الوطني لأمينة ماء العينين (المحسوبة على تيار بنكيران)، حين قال لها “نتي لي كاتقولي بأن هاد الحكومة هي حكومة الإهانة”، إذ كاد العثماني في هذا المؤتمر (الثامن، 2017) أن يفقد رئاسة الحزب لو لم يهدد ضمنيا بتقديم استقالته من رئاسة الحكومة.

هذه الفترة أيضا تميزت بالخرجات القوية لعبد الإله بنكيران من منزله بحي الليمون ببلاغات وتصريحات قوية جعلت لحسن الدّاودي الوزير وعضو الأمانة العامة السّابق ينتفض ويهدد بدوره آنذاك بمغادرة الحكومة إن استمر عبد الإله بنكيران في خرجاته وانتقاد، بالخصوص حليفهم في الحكومة عزيز أخنوش، الذي وجه له بنكيران مدفعيته من على منصة المؤتمر الوطني لشبيبة العدالة والتنمية. (المؤتمر السادس للشبيبة، 2018)

النزيف الصّامت

أما الفترة الحالية، والتي بدأت بتولي عبد الاله بنكيران رئاسة أمانة “المصباح”، فقد تميزت بـ “النّزيف الصّامت”، خاصة بعد تواري مجموعة من القيادات الى الوراء؛ إذ فضلت الصّمت والانسحاب على التجاذب مع القيادة الحالية، وهو ما وضحه عزيز رباح، حين أكد أنّه فضّل الاشتغال في إطار مبادرته المدنية عكس بعض الكفاءات التي “تتوارى عن الأنظار أو تدخل في صراعات؛ إما مع أحزابها أو نقاباتها وهذه أمور كلها سلبية لا تخدم الوطن بشيء” (تصريح لموقع “الأنباء تيفي”، 2022)

ليس هناك أدق تعبير ووصف لحال الحزب حاليا، أكثر مما قالته القيادية البارزة آمنة ماء العينين المعروفة بجرأتها الفكرية والسياسية حين قالت أن الحزب لم يستطع أن يبلور بعد اتفاقا حول مشاكله الداخلية، إذ ما زال الأمر والمقاربة المطلوبة مفرقة بين رأيين: رأي يرى أن فتح الجراح سيؤدي الى تشتيت الحزب بين من يقول العثماني ومن يقول بنكيران، ورأي آخر يؤكد أنه يجب فتح النقاش مهما كلف الأمر (لقاء عبر القناة الرقمية، ريفزيون، 2022).

خيار الحوار لتضميد الجراح، يتجاذبه في الحقيقة تيارين: الأول، يؤكد على ضرورة فتح هذه الجراح والمصارحة ومنه سيسمح ذلك بتضميدها (تيار العثماني وقيادات أخرى وعموم المناضلين)، ولكن في المقابل، هناك تيار آخر يعاكس ذلك، ويتَزعّمه الأمين العام الحالي عبد الإله بن كيران؛ الذي يقول بأن فتح الجراح والنّبش في الأخطاء قد يشتت الحزب ولن يوصل إلى أي نتيجة، مسترجعا في ذلك تجربة فشل الحوار الداخلي الذي فتحه الحزب في فترة العثماني والذي لم يحقق الأهداف المُنتظرة.

وبين ثنايا هذا التّردد، يظهر أن بُقعة النّزيف الصّامت تَتمدّد، حيث غادر أغلب القيادات (صقور الحزب) المشهد جُملة، وفضلوا التّواري عن الأنظار، حيث انسحب العثماني واكتفى بالرجوع إلى عمله في عيادته، مع الاستمرار في بعض الخرجات الإعلامية المُتحفظة من مناقشة وضعية الحزب. كما غادر الرّميد مصطفى القيادي البارز بالحزب ووزير العدل وحقوق الإنسان السابق العمل السياسي بشكل نهائي.

إلى ذلك، توارى كل من الدوادي، والعمراني، ورباح، واعمارة، ويتيم، ثم المسؤول الإداري الأول بالحزب عبد الحق العربي، إضافة الى المصلي والحقاوي وغيرهم من قيادات الأمانة العامة السابقة؛ إضافة إلى كفاءات شابة كأمكراز الإدريسي والنّاصري والطّويل، حيث ابتعد هؤلاء كلهم عن المشهد مباشرة بعد اعلانهم الاستقالة الجماعية من الأمانة العامة السّابقة بسبب تحمل المسؤولية السياسية عن نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021.

المصالحة الدّاخلية

في خضم، هذا الجو من السّكون الدّاخلي (القريب من الانحباس التنظيمي)، رمى محمد يتيم، القيادي السابق بالأمانة العامة، بحجرة كبيرة في بركة الماء الرّاكدة للوضع الداخلي لـ “البيجيدي”، حيث أطلق مؤخرا دعوة للمصالحة وصفها بـ “الجامعة والمُعبئة”، ملفتا أنه جاءت “استجابة لتطلع عدد كبير من مناضلي الحزب ممن اتصلوا به لدعوته للقيام بمبادرة في اتجاه استعادة لحمة الحزب وتماسكه”.

ونبه يتيم، في مبادرته إلى “بداية تفشي حالة الفتور السّائد، بل الانسحاب الصامت من الأنشطة الحزبية وتعبيرهم عن قلقهم من تواري عدد من المسؤولين السابقين للحزب”، مشيرا إلى “التفاعل الإيجابي لعدد من مناضلي الحزب مع ظهور الدكتور الداودي التلقائي في المؤتمر الوطني لشبيبة الحزب، والأمل في أن يكون ذلك منطلقا لعودة للدفء في العلاقات الداخلية للحزب”.

وتنطلق المبادرة، حسب يتيم من “الحاجة الماسة بعد هذه المسافة الزمنية التي فصلتنا عن انتخابات الثامن من شتنبر لقراءة علمية وموضوعية لها من جميع المستويات “، والغاية من ذلك، هو حسب المتحدث ذاته “فهم ما جرى وتقدير حقيقته وحجمه، وذلك بالعمل على تجميع المعطيات في أفق إعادة بناء واعادة تركيب أجزاء الصورة، في أفق بناء صورة موضوعية لما حدث في الانتخابات التشريعية والجماعية.

وشدد المتحدث، في طرحه الذي بسطه في تدوينة طويلة، نشرها على صفحته على الفايسبوك (2 نونبر 2022)، على ضرورة الاتفاق على “حد مشترك ومقبول من الفهم، ومن ثم شرطا أساسيا من أجل أن يتمكن الحزب من استعادة لحمته واستعادة زمام المبادرة بناء على حد أدنى من الفهم المتقاسم والمشترك بدل مواصلة الاعتماد على سرديات فردية وقراءات شخصية” .

وأكد القيادي، الذي يعتبر من بين أبرز المنظرين للتحولات التي قامت بها الحركة الإسلامية الإصلاحية المشاركة داخل المؤسسات، على أن صورة الحزب اليوم هي أحوج ما تكون الى “ترميم ينبني في مادته الأساسية على قراءة موضوعية لتجربة الحزب في مجال التدبير ولحقيقة ما تم من ترتيبات كان لها دون شك تأثيرها في النتائج الانتخابية وما نتج عن ذلك من تحول في موقعه ضمن الخريطة الانتخابية والمؤسساتية”.

الموضوعية حلاًّ للأزمة

“يتعين في نظري وضع آلية علمية ومنهجية تتكلف بالإشراف على إنتاج رواية موضوعية إلى أبعد تقدير”، هذه هي الوصفة التي اقترحها يتيم، مشيرا إلى أنه من الضروري “كتابة وتدوين مختلف الروايات والقراءات والتأويلات لعدد من الوقائع التي تختلف فيها الروايات والقراءات بطريقة هادئة، بعيدا عن أي انفعال على أساس أن يترك للباحثين والمؤرخين بناء رواية علمية”.

ولفت إلى ان مبادرته، لا يرغب من خلالها انتظار وتوقع ولا البحث عن مواقع ومسؤوليات، ولكن جوهرها ومبناها، ومبتدأها ومنتهاها، وغايتها وهدفها، إعادة تعزيز لحمة الحزب وبعث دينامية داخلية إيجابية كما حدث في مناسبات سابقة استطاع الحزب أن يتجاوز فيها بعض خلافاته الداخلية.

وأوضح يتيم أنها مبادرته “شخصية لا تعبر عن جهة حزبية معينة ولا ناطقة باسم أي جهة، بل هي دعوة الى اطلاق مبادرة”، مبينا أنه قد لمَس أن لدى عقلاء الحزب ومعظم أعضاء الحزب إرادة للتطلع إلى أن “يستعيد الحزب عافيته وقوته ويتوجه بجميع طاقاته وكفاءاته لمواجهة التحديات التي تواجه بلادنا التي تتزايد فيها الحملات على أسسه الجامعة: الإسلام-الوطن-الملكية”.

رسائل بنكيران الودّية

بنكيران، وإن اختلف مع طريقة التئام الجُرح من خلال مدخل حوار جَماعي جامع ومعبئ (كما سماه محمد يتيم)، فإنه لا يخفى عليه أن هناك أزمة صامته في الحزب، لذلك فقد استغل الفرصة في المؤتمر الوطني السابع الذي نظمته شبيبة “المصباح” بمركب مولاي رشيد للشباب والرياضة ببوزنيقة، السبت 17 شتنبر 2022، ليرسل رسائل الود للقيادات التي غادرت وتورات عن الأنظار منذ اختياره أمينا عاما للحزب.

وأرسل بنكيران رسالة ود للعثماني والرّميد، حين قال:”نحن لن نتخلى عن قياداتنا القديمة ولا القيادة ديالنا الجديدة ولا عن العثماني ولا الرميد”، موجها أيضا خطابه لمحمد أمكراز الذي يوجد بجانبه في المنصة، والذي تم استوزاره في فترة العثماني وعبر آنذاك بنكيران عن عدم رضاه عن ذلك، قائلا:”حتى هادا -مشيرا الى أمكراز- كانت مطيرة لي معاه، ولكن حقيقة وفّا ملي حافظ عليكم وحافظ على هيئتكم، صراحة قد وفّى لأنه لم يترك كل شيء أو لاح الباكاج”.

إلى ذلك فاجأ لحسن الداودي المؤتمرين حين حضر اللقاء في آخر لحظة، متوجها للمنصة التي يتواجد فيها بنكيران للسلام عليه رغم الخصومة الكبيرة وتبادل التراشق بالتصريحات التي ميزت العلاقة بينهما، خاصة بعد النكسة الانتخابية التي تعرض لها حزب “المصباح”، مما جعل بنكيران يوجه رسالة ود للداودي قائلا:”الداودي راه شوية حمق لكن نيته حسنة”.

واستثنى بنكيران في رسائل الود التي وجهها لقيادات الفترة السابقة، قائلا:”كاين واحد راس الحجر أولا جوج هادوك طايرة لي معاهم خصهم اتسناو حتى نمشي في حالي عاد اجيو”، وتشير الأصابع الى كل من عزيز رباح، القيادي في الأمانة العامة السابقة، والوزير السابق في الولايتين الحكوميتين السابقتين، والذي غادر سفينة الحزب بعد تولي بنكيران المسؤولية، وعبد القادر اعمارة، المسؤول المالي للحزب، والوزير السابق أيضا في حكومة سعد الدين العثماني.

أحداث تُجدّد الجراح

في ظل هذه الفرص المُتاحَة فعلا لتَجاوز الأزمة الدّاخلية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية سواء من خلال رسائل الود وكذا أرضيات لمبادرات فكرية، فإنه تنفلت جانبا، عكس ذلك، بعض القضايا التي تُؤجّج هذا التّجاذب لتحيى جراح الماضي القريب مُجددا، كما حصل في “قضية جامع المعتصم”، وهي القضية التي عادت لتضع القليل من الملح في جرح غائر لم يندمل بعد.

ففي خضم الفوران الذي عرفته القضية، فتح نقاش جانبي داخلي بيّن أن السكون التنظيمي ليس علامة على العافية بقدر ما هو الهُدوء الذي يسبق العاصفة، إذ سُرعَان ما تجدّد “التجاذب التفاعلي” حين خرج “تيار العثماني” منتقدا صمت وجوه كانت تنتقد الصغيرة والكبيرة في الفترة السّابقة، فصارت بذلك تكيل بمكيالين.

هذه الملاحظة هي التي، انتقدها عبد الصّمد الادريسي، عضو الأمانة العامة في الولاية السابقة، حين وجه خطابه لحسن حمور، عضو المجلس الوطني للحزب والمعروف بدفاعه المستميت عن عبد الإله بنكيران، كما أنه أكبر المنتقدين لسعد الدين العثماني في الفترة السابقة، واعتبره الادريسي، من الذين أمسكوا حاليا عن “التدوين في القضايا الداخلية لحزب العدالة والتنمية، بعد أن كان من المكثرين في انتقاد قيادة الحزب وقراراته”.

وأشار الادريسي، أن حمورو “طالما قام بتوجيه رسائل إلى مكتب المجلس الوطني لتوقيف عديد من المبادرات والقرارات، بل وصل به الانتقاد حينها الى التهديد باللجوء إلى المحكمة وتقديم دعوى قضائية ضد الحزب”.

واستدرك بالقول: “لكنه عاد وأمسك بعد إكثار، وسكت مثلما سكتوا، بل وأصبح، مثلما أصبحوا، ويا للعجب، من دعاة احترام القيادات، والانضباط للقرارات، وترك الفرصة لقيادة “مسار إرجاع التعافي” لتشتغل وتعود بالحزب إلى سابق عهده، هكذا زعموا.”

وعبر عضو الأمانة العامة السابق، في تدوينة له، عن أسفه قائلا:”مؤسف جدا أن نجد أنفسنا اليوم نتلقى الدروس ممن كانوا لا يتركون صغيرة ولا كبيرة إلا ودونوا فيها، وخرجوا ضدها في لقاءات وتواصل مباشر، وهم الذين طالما أساؤوا للحزب وعرضوا بقياداته، ودعوا الى عصيان قرارات مؤسساته، بل وجدوا من يوفر لهم الغطاء لكل اساءاتهم وخرجاتهم المُعرِّضة بالقيادات والمؤسسات”.

ونبه القيادي بالحزب إلى فخ السقوط في تبادل تحميل المسؤولية، إذ “كيف يعطي بعض أفراد القيادة الحالية لأنفسهم الحق في القول بكون القيادة السابقة هي من تسببت فيما حدث، هكذا دون نقاش حزبي ولا قراءة جماعية، مع استمرار الخوف، وبعد مرور سنة كاملة، من فتح ورش التقييم الجماعي للمرحلة، وهو الورش الذي يبدو أنه لن يُفتح لا اليوم ولا غدا”.

من جانبه، رد حمورو، على الإدريسي في تجاذب عرفته صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن انتقاده للحزب في الفترة السابقة، كان فيه حرص على أن يجعل وثائق الحزب وقوانينه مرجعا لما يملك، مبينا أنه يعبر “في واضحة النهار عن مواقفه ” إذ لم أختبئ يوما خلف قيادي آخر أو غيره، وكنت رافضا منطق “الكليكة” الذي تعرف جيدا كيف يشتغل، وكنتُ مجرد منبه وناصح، ولم ادّعِ يوما امتلاكي للحقيقة، وإنما كنت ألقي كلمتي وموقفي وأمضي”.

ودعا حمور الادريسي إلى أن تكون له “الشجاعة ما يكفي للتعبير عما يخالج صدرك، وتتهم بكل صراحة الأخ الأمين العام الأستاذ عبد الإله بنكيران بالتضييق على حرية الرأي داخل الحزب، وتعزز اتهامك بشهود وشهادات”، ملفتا إلى أن “الحاصل هو أن عددا كبيرا من مناضلي الحزب تنفسوا الصعداء بعودته الى الأمانة العامة”.

إلى ذلك، لفت عضو المجلس الوطني لحزب “المصباح” إلى أن الحزب يعيش منذ سنة “محاولات جادة وصادقة للملمة جراحه، ونفض غبار “التخربيق” الذي علق به، لكي يستطيع الانطلاق مجددا على مسار الإصلاح نفسه، لأن فكرته ما تزال صالحة ولا تزال مطلوبة عند مناضليه وعند الشعب وعند الدولة كذلك”.

 

الصّعقة لأجل الحَياة

من كل هذا، يبدو أن حزب العدالة والتنمية يحتاج لما يشبه الصّعقة التنظيمية الداخلية التي تقطع مع أربعين سنة تقريبا من ثنائية (بنكيران/العثماني)، والتي تأججت بقوة وحدة في العشرية الأخيرة؛ أي حين كان “البلوكاج” الحكومي القشة التي قصمت ظهر البعير.

هناك حاجة اليوم، بعد نهاية دورة سياسية كاملة؛ والتي استنفدت كل قدراتها السياسية والفكرية (انتهت عمليا باستقالة الأمانة العامة السابقة) إلى ضرورة تجديد قيادة الوَاجهة المحركة والدافعة للمستقبل برؤية جديدة، إذ لا يمكن الخروج من هذه الدوامة مادام الحزب يدور في نفس المدار (العثماني/بنكيران).

هذا الفكرة، هي التي أسَرّ بها قيادي، عضو بالمجلس الوطني للحزب ومتابع لتفاصيل “البيجدي” في حديث لـ “الأنباء تيفي”، حين قال:”يبدو أنه يجب انهاء مرحلة كاملة امتدت لأربعين سنة تقريبا، إذ استنفذت كل ما لديها من اجتهاد فكري وتكتيك سياسي”، مبينا أن ثنائية العثماني/بنكيران “لم تعد تصلح لحزب وجد نفسه خارج الحلبة، بل حول بوصلته إلى مواجهة نفسه بنفسه (الأزمة الداخلية)، عوض التوجه للمستقبل وإعادة التموقع في المشهد السياسي والإصلاحي بصفة عامة”.

وأضاف القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه من المستحيل تقديم إجابات حاسمة ونهائية لما وقع في الفترة السابقة لأن هناك عوامل أكبر من أن تكون فكرية سياسية، بل إن هناك تفاصيل نفسية معقدة تزيد من تأزيم الوضع، خاصة بين قيادات الصف الأول التي يعتبر بنكيران والعثماني تجليات من تجلياتها البارزة للعيان، وإلا فإن هذا ليس إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد.

وأوضح المتحدث أن دور بنكيران مهم في تحقيق السلاسة الممكنة للوصول لهذه المرحلة التي ستنعش الحزب من جديد، إذ يجب أن تكون مرحلته هاته لتمرير المشعل لجيل جديد وآنذاك سيتم التفكير مليا في تقديم الإجابات المناسبة من خلال أطروحة مؤطرة واستراتيجيات خارج قالب هذه الثنائية.

وأوضح المتحدث ذاته، أن هذا لا يعني أنه يجب التخلص من العثماني وبنكيران كأنهم عبئ، لكن المقصود أن الحزب وصل لمرحلة تمرير المشعل، بما تحمله هذه المرحلة من مغاض صعب وعسير وهو ما يعيشه الحزب حاليا، ولكن المقصود أن بنكيران والعثماني لهم من الشجاعة وبعد النظر ما يجعلهم يسهلون هذه المرحلة لتجديد دماء الحزب برؤية وأفق أكثر اتساعا.

وشبه القيادي هذه العملية بأنها الصعقة التي تعيد الحياة في جسم قاب قوسين من يتجه للفناء، فهي عملية صعبة بما تحمله من حمولات تاريخية بل ونفسية، فالمعروف أن القطائع دائما تكون معقدة في مسارات فيها تراكم خاصة في تجارب سياسية من هذا الحجم الذي كان فيه لابن كيران بالخصوص والعثماني أيضا أدوار جد بارزة من امتداد كبير وعمق لا يستهان به.

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

مستشار ترامب يصدم أعداء الوطن بتصريح جديد حول الصحراء المغربية

للمزيد من التفاصيل...

حموني يستفسر الميداوي عن تحفيز الشراكة العمومية الخصوصية للاستثمار في السكن الجامعي

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

فرنسا تطرد 12 موظفا بالسفارة الجزائرية

للمزيد من التفاصيل...

2.2 مليون تركي يحتجون تنديدا باعتقال رئيس بلدية إسطنبول

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

بحضور أزولاي والسعدي.. “العربية المغرب” تدشن خطا جويا مباشرا بين الرباط والصويرة

للمزيد من التفاصيل...

السكوري ومزور يفتتحان ملتقى “طﻧﺟﺔ اﻟﻣﺗوﺳط أوطوﻣوﺗﯾف ﻣﯾﺗﯾﻧﻎ”

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

تمارة.. سعود يندد بتأخر صرف الدعم المالي المخصص للجمعيات

للمزيد من التفاصيل...

3 أندية أوروبية رفضت التخلي عن لاعبيها لمنتخب الشبان

للمزيد من التفاصيل...

المرضى النفسيون في المغرب.. أوضاع مقلقة وأرقام مفزعة

للمزيد من التفاصيل...

نجم الرجاء ضمن اهتمامات فريق سعودي

للمزيد من التفاصيل...

الرباط تحتضن فعاليات الدورة 3 من المنتدى الدولي للكيمياء

للمزيد من التفاصيل...

مستشار ترامب يصدم أعداء الوطن بتصريح جديد حول الصحراء المغربية

للمزيد من التفاصيل...

وزان يتوج بجائزة أفضل لاعب في “كان” تحت 17 سنة

للمزيد من التفاصيل...

بلعروش يتوج بجائزة أفضل حارس في كأس أمم أفريقيا تحت 17 سنة

للمزيد من التفاصيل...