يبدو أن قطيعة ما يزيد عن أربعين سنة من تدبير امحند العنصر ستكون صعبة في المؤتمر الذي ستنطلق أشغاله مساء اليوم الجمعة 25 نونبر 2022، باعتبار الامتداد الكبير والاجماع، بل والنفوذ الكبير للرجل القوي داخل الحزب؛ وبالتالي فإن أهم تعديلات القانون الأساسي التي ستتم المصادقة عليها في المؤتمر الوطني هو احتفاظ العنصر بصفة “رئيس الحزب”.
وفي هذا الصدد، أعلنت رئاسة لجنة الأنظمة والقوانين المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني 14 للحزب العودة إلى اعتماد منصب “رئيس الحزب”، الذي كان منصبا شرفيا في فترة المحجوبي أحرضان، ليتقرر منحه للأمين العام المنتهية ولايته، امحند لعنصر.
وأكد عدي السّباعي، رئيس لجنة الأنظمة والقوانين، في ندوة صحفية، أن هذا المنصب سيؤول إلى الأمين العام امحند العنصر، مضيفا أن مهام رئيس الحزب غير تدبيرية، والهدف منه ضمان تماسك ووحدة الحزب وممارسة التحكيم وإبداء الرأي في القضايا الوطنية والدولية.
وشدد المتحدث على أن العنصر رفض هذا المنصب، غير أن إرادة الحركيات والحركيين أصرت على إسناده إليه، مشيرا إلى أنه سيتم أيضا إحداث هيئة للأمانة العامة تنبثق عن المكتب السياسي لمساعدة الأمين العام.
غير أن متابعين أكّدوا أن التّعديلات المزمع المُصادقة عليها في القانون الأساسي ستمنح إمكانية تسييره للعنصر بطريقة غير مباشرة وتحد من صلاحيات الأمين العام الجديد، حيث سيتحول من منصب شرفي إلى منصب أساسي وستكون له صلاحيات التّدخل في التدبير الداخلي وحتى التوافقات والتموقع في الخريطة السياسية الوطنية وغيرها من الصلاحيات التي كانت من صميم مهام الأمين العام.
من جهته، أعلن تيار “التوجه الديمقراطي” الذي يعتبر نفسه كـ “مبادرة إصلاحية داخل الحركة الشعبية”، أن الحزب “تم تحويله إلى مجرد ناد خاص لتدبير المصالح الضيقة وتحقيق المكاسب والمآرب الشخصية وتقسيم المَنافع على العائلات والمقربات والمقربين”.
وبين التيار أن هذا الوضع “أفقد هذا الحزب توهجه التاريخي ورصيده الوطني المشرف الذي بناه المؤسسون الرّواد من طراز المحجوبي أحرضان وعبد الكريم الخطيب ولحسن اليوسي وعدي أوبيهي وآخرون”.
وأكد التيار أن الوضعية الراهنة للحزب تبعث على المزيد من القلق، حيث ظل المنطق المُهيمن على الحزب منطقا موسميا بامتياز، مبنيا على تدبير المحطات الانتخابية بشكل انفرادي وبناء على معايير المحسوبية والقرابة، واستبعاد للكفاءات التي تدرجت داخل هياكل الحزب”.
وأكد أن الحركيات والحركيون يراهنون على “إجراء مصالحة حقيقية من أجل عودة من غادره بسبب تصرفات القلة القليلة المتحكمة، إلا أن نفس القلة القليلة تمادت في محاربة بنات وأبناء الحزب الذين رفضوا أن يصبحوا مجرد كراكيز وآلية للتصفيق”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...