من الواضح، أن صبر المستهلك على الحكومة التي يقودها حزب الحمامة، الذي اتخذ خلال حملته الانتخابية شعار “تستاهلوا ما حسن”، بدأ ينفذ جراء “ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغدائية”، خصوصا و أننا على مقربة من شهر رمضان الذي يشهد هو الاخر ارتفاعا في الأثمنة عادة. وعلى إثر ذلك، قام العديد من المواطنين مساء أمس الأحد في مختلف المدن بشكل متزامن، بالخروج في مسيرات احتجاجية كما حدث بساحة الأمم المتحدة في قلب العاصمة الاقتصادية، إذ تظاهر آلاف المواطنين، تعبيرا على غضبهم واستنكارهم لوضعية الغلاء الفاحش الذي تشهده أسعار المواد الاستهلاكية، كالخضر واللحوم والفواكه بشكل غير مسبوق و متتالي، إذ تستنزف جيوبهم وتزيد من عمق مُعاناتهم لاسيما ان شريحة كبيرة من المغاربة تدق ناقوس الخطر بعد ان باتت تجد نفسها بأدنى مستوى اجتماعي من عتبة الفقر المدقع في ظل القدرة الشرائية الضعيفة والتضخم الذي تشهده البلاد. وردد المحتجون شعارات مستنكرة للغلاء وانتقادات للطريقة التي تعالج بها حكومة اخنوش الوضع من قبيل “لا لغلاء الأسعار” وقهرتونا…أسعار حارقة والمواطن يعاني”، “هادشي بزاف علينا والدرواش تقهرو” حاملين معهم لافتات مرفوقة بمجسمات للمواد الغدائية ” غلاء الأسعار…يقـ ـتل الفقراء ليعيش الأغنياء”. وطالب المحتجون الجهات المسؤولة بعمالة الدار البيضاء، بضرورة تتبع الأسعار وقيادة حملات مكثفة من أجل مراقبة الأسواق وأماكن بيع المواد الغذائية بمختلف أنواعها. وتأتي هده الوقفة الاحتجاجية الساخطة على المعيشة، تفاعلا مع التوضيحات التي قدمها رئيس الحكومة يوم الخميس السابق في اجتماع لمجلس الوزراء، والذي صرح من خلاله أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضمان تزويد الأسواق ومواصلتها دعم أسعار النقل، من شأنها أن تساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية في الأسابيع المقبلة. ناهيك عن توقعاته بشأن تراجع أسعار اللحوم الحمراء والخضراوات، عقب الإجراءات المتخذة، مثل إلغاء الضريبة على القيمة المضافة، ووقف استيفاء الرسوم الجمركية على استيراد الأبقار الموجهة للذبح. لكن المواطنين اعتبروا ذلك مجرد تبريرات فقط، دون القيام بإجراءات عملية لإيقاف لهيب الغلاء الذي يعاني منه المواطنون.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...