قرر قاضي التحقيق بمحكمة مكافحة الإرهاب التابعة لمحكمة الاستئناف بالرباط، إيداع عناصر الخلية المتهمة بإنهاء حياة الشرطي هشام، الذي كان يشتغل قيد حياته بفرقة المرور بحي الرحمة بالدار البيضاء قبل إحراق جثتـ ـه والتخلص منها في بالوعة للصرف الصحي، السجن المحلي سلا2، وذلك في انتظار تحديد موعد لبدء جلسات التحقيق التفصيلي معهم حول التهم المنسوبة إليهم.
وجاء هذا القرار، بعد أن أحالت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الإثنين المنصرم، المشتبه فيهم الرئيسيين الثلاثة، بالإضافة إلى 10 أشخاص آخرين، على الوكيل العام المكلف بالإرهاب بمحكمة الاستئناف بالرباط، للإشتباه بتورطهم في ارتكاب هاته الجريمة التي تدخل في إطار مشروع إرهابي.
وقد قضى المعنيون بالأمر، مدة عشرة أيام رهن الحراسة النظرية التي تم تمديدها مرتين، حيث تم الإستماع إليهم قبل تحرير ملتمس لقاضي التحقيق من أجل إجراء تحقيق تفصيلي في مواجهتهم ومتابعتهم في حالة اعتقال.
وكانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، تمكنت بتنسيق وثيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف ثلاثة متطرفين موالين لتنظيم “داعش الإرهابي”، في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 15 مارس الجاري، وذلك للإشتباه بتورطهم في ارتكاب هاته الجريمة.
وسبق أن ذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن العمليات الأمنية، التي باشرتها الفرق الجهوية للتدخلات بتأطير من ضباط الشرطة القضائية المكلفين بالبحث، أسفرت عن توقيف المشتبه فيهما الرئيسيين في عمليات متزامنة بكل من مدينة الدار البيضاء وبمنطقة “سيدي حرازم” ضواحي مدينة فاس، قبل أن يتم توقيف المشتبه فيه الثالث في عملية لاحقة بمدينة الدار البيضاء.
وحسب المصدر ذاته، تشير المعلومات الأولية للبحث إلى أن المشتبه فيهم أعلنوا مؤخرا “الولاء” للأمير المزعوم للتنظيم الإرهابي “داعش”، وصمموا العزم على الانخراط في مشروع إرهابي محلي بغرض المساس الخطير بالنظام العام، حيث قرروا استهداف أحد موظفي الأمن بغرض تصفيته جسديا والاستيلاء على سلاحه الوظيفي، لغرض ارتكاب جريمة السطو على وكالة بنكية، تم تحديد مكانها مسبقا والاتفاق على طريقة اقتحامها، وذلك بغرض تحصيل العائدات المالية لهذا الفعل الاجرامي.
وأضاف ذات المصدر، أن الأبحاث والتحريات المنجزة أكدت أن المشتبه فيهما الأول والثاني هما من تكلفا بالتنفيذ المادي للجريمة والتمثيل بجـ ـثة الشرطي الضحية، بعدما تربصا به في مكان اشتغاله بمدارة طرقية في حصة عمله الليلي، وقاما بتعريضه لاعتداءات جسدية، قبل أن يعمدا إلى سرقة سيارته الخاصة وسلاحه الوظيفي وإضرام النار في جثـ ـته بمنطقة قروية.
كما أوضحت مسارات البحث أن المشتبه فيهما قاما بالتنسيق مع المشتبه فيه الثالث، والذي يحمل نفس المخططات المتطرفة، وذلك لتغيير معالم الجريمة وطمس الأدلة من خلال إضرام النار عمدا في السيارة الخاصة بالشرطي الضحية.
وأضاف أن عمليات المسح التقني وإجراءات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية مكنت من حجز الأسلحة البيضاء المستعملة في ارتكاب هذه الجريمة، واسترجاع الأصفاد المهنية والسلاح الوظيفي الخاص بالشرطي الفقيد، والذي تمت إخفاؤه في مكان آمن بمدينة الدار البيضاء، وذلك تحضيرا لاستخدامه في استكمال مشروعهم الإرهابي.
وسجل البلاغ أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي عهدت به النيابة العامة المشرفة على البحث إلى المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك لرصد كافة الارتباطات المحتملة لهذا العمل الإرهابي بخلايا وتنظيمات إرهابية دولية، وتشخيص جميع المتورطين المفترضين في المشاركة والمساهمة في تنفيذ هذا الفعل الإجرامي، بالإضافة إلى الكشف عن كافة الخلفيات والملابسات المحيطة بهذه القضية، التي أودت بحياة الشرطي الضحية الذي كان شهيدا للواجب الوطني وهو يسدي خدمات أمنية بالشارع العام.