تمكن المغرب، اليوم الاثنين 22 ماي الجاري، من الحصول على تصنيف نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية لموقعين. يتعلق الأمر بالنظام الفلاحي -الغابوي -الرعوي لمنطقة أركان آيت صواب-آيت منصور بالأطلس الصغير بإقليم تزنيت بجهة سوس-ماسة الذي تم اعتماده في دجنبر 2018، وكذا قصور فجيج وزراعات الواحات والمناطق الرعوية حول التدبير الاجتماعي للمياه والأراضي بالجهة الشرقية، الذي تم اعتماده في دجنبر 2022، وذلك خلال مشاركة المملكة في حفل تسليم شهادات تصنيف المواقع كنظم للتراث الزراعي العالمي ذات الأهمية العالمية ومعرض حول نظم للتراث الزراعي ذات الأهمية العالمية الذي نظمتهما منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بروما.
وقد شارك وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، في هذا الحفل الذي نظم في إطار مبادرة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والتي تهدف إلى تحديد ودعم والحفاظ عالميًا على النظم الزراعية التقليدية ووسائل عيشها، والتنوع البيولوجي الزراعي المرتبط بها والمناظر الطبيعية والمعرفة والنظم الثقافية في العالم، كما تهدف إلى تعزيز الحفاظ على التراث الزراعي العالمي وتعزيزه ونقله.
وتعد المملكة المغربية من أغنى دول البحر الأبيض المتوسط من حيث ثراء تنوعها البيولوجي وعدد الأنواع المستوطنة. حيث مكانها تراثها الثقافي الاستثنائي من إدراج العديد من المواقع في قائمة جرد التراث العالمي (اليونسكو). وذلك بفضل تنوع وجودة الإنتاج الزراعي وفن الطهي والمعرفة الزراعية والحرفية والتقاليد الثقافية والاجتماعية والملابس والدينية، والتي تجعلها شريكًا متميزًا لمبادرة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية.
وبهذه المناسبة، أشاد الوزير بالتعاون المثمر بين المملكة المغربية وممثلية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حيث تقدم بشكر مؤسسة الفاو على تسجيل موقعين وطنيين ضمن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية. معربا عن التزام الوزارة بتوسيع نطاق هذا الاعتراف ليشمل المواقع المؤهلة الأخرى في إطار مبادرة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية بهدف إطلاق مشاريع ملموسة تهدف إلى الحفاظ على التراث الزراعي المستدام وتعزيز صمود الساكنة والأقاليم المعنية.
وقد تم اختيار المغرب إلى جانب 12 دولة و24 موقعًا جديدًا تم تكريمها خلال هذا الحفل لتسليم شهادات تصنيف المواقع كنظم للتراث الزراعي العالمي ذات الأهمية العالمية.
وجدير بالذكر، أنه في يونيو 2011، تم اعتماد أول موقع في المغرب ويتعلق الأمر بإملشيل-أملاكو في الأطلس الكبير الشرقي بجهة درعة-تافيلالت. حيث تم اعتماد هذا الأخير كموقع تجريبي للواحات الباردة.
كما تجدر الإشارة إلى أن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، هي نظم إيكولوجية زراعية تسكنها مجتمعات تعيش في علاقة معقدة مع أراضيها. وهذه المواقع هي نظم مرنة تتميز بتنوع بيولوجي زراعي رائع، ومعارف تقليدية، وثقافات ومناظر طبيعية لا تقدر بثمن، يديرها بشكل مستدام الفلاحون والرعاة وصيادو الأسماك وساكنة الغابات، بطرق تساهم في سبل عيشهم وأمنهم الغذائي.
ويستفيد البرنامج، الذي تم إطلاقه سنة2002 خلال مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة في جوهانسبرغ، من الاعتراف العالمي والوطني بأهمية نظم التراث الزراعي، حيث يعمل كدعم مؤسسي من أجل صيانتها. وتتألف قائمة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية اليوم، من 72 نظاما من مجموع 23 بلدا حول العالم.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...